381

============================================================

تفير سورةالبثرة /395 باتامكم وانامهم: ويجوز أن ترجع الكناية إلى ما في قوله: (لما معكم)، وهو التوراة؛ فإن فيها البشارة بمحمد -صلى الله عليه وآله - ويكون الكفر ببعضه كفرا بكله. قال أبو العالية الرياحي والربيع بن انس: ولاتكونوا أول كافر بمحمد - صلى الله عليه وآله -؛ إذكان العهد عليهم به والكتاب منزل عليه.

والمعنى في قوله: (أول كافر) أي أولكافر من اليهود؛ لأن الخطاب معهم وإلا فمشركو قريش كانوا أول كافرين؛ والمراد أن لا تكفروا به أولا وآخرا؛ والتحذير عن أن يكون أول كافر به فيكون وزره أثقل، كالتبشير لأول مؤمن به؛ فإن أجره وثوابه أكثر. الخبر: "من سن -ب (517) سنة حسنة)(517) بتمامه -137ا3.

قال الفراء:1 وحد الكافر وقبله جمع؛ لأن المعنى ولاتكونوا أول من يكفر به؛ فتحذف "من" ويقوم الاسم المشتق مقامها. فتقول: نحن أول قائم به، وأول من قام به، وأول القائمين به، كلها بمعنى: وقال المبرد والبصريون: تقديره ولا تكونوا أول فريق كافر به؛ فحذف المنعوت واقيم نعته مقامه.

وقوله: (ولا تشتروا بآياتي ثمنأ قليلا) أي لاتشتروا ببيان صفة محمد وما أنزل عليه من القرآن ثمنا قليلا: عرضا يسيرا من الدنيا، وذلك أن أحبار اليهود كانت لهم رئاسة وأموالا يأخذونها من عوامهم؛ فخافوا فوات ذلك عليهم؛ فحملهم حب الرئاسة والمال على إنكار نبوة المصطفى وتكذيبه؛ فاختاروا الدنيا على الآخرة؛ وهذا قول الكلبي ومقاتل والضحاك.

قال الكلبي:2 ولاتكونوا أول كافر به من بني قريظة والنضير وخيبر وفدك؛ لأن النبي لما ورد العمدينة دعاهم وكانوا أول الكافرين به من اليهود، ثم تابعهم العوام على ذلك، وهم الذين اشتروا بأيات الله تمنا قليلا يصل إليهم من أعمال خيبر وفدك، ورأسهم كعب بن الأشرف وحيي بن أخطب، وكان كعب يقول: إن الله عهد إلينا أن نؤمن بالرسول الأمي، ولم يذكر لنا أنه من العرب، ولكنا أمرنا أن نتبع ديننا اليهودية ونتمسك بالسبت مادامت السماوات والأرض.

وقال سعيدبن جبير: با ياتي أي بالكتاب الذي أنزل إليهم؛ وهذا قول السدي والربيع 2. في الهامش عنوان: التفسير.

1. في الهامس عنوان: اللفة والنحو.

ليتهنل

Bogga 381