351

============================================================

تفسير سورة البقرة/285 عليها، والكناية تعود إلى الزلة، وإن لم يجر لها ذكر؛ لأن العصدر والاسم يدل عليهما الفعل، ويجوز ان تقع "عن" موقع "على")، و(اعلى" موقع "عن" قال الشاعر: لاه ابن عمك ما أفضلت في حسب عني ولاأنت دياني فتخزوني(505) اي علي، ومعنى تخزوني: تسوسني وتقهرتي؛ وقال غيره: إذا رضيت علي بنو قشير لعمرواللهأعجبتيرضاها(501) أي رضيت عني.

والوجه الثاني: أزلهما من زل عن المكان إذا عثر، ولم يثبت عليه. وأزله 1235 ب* إذا ازاله عن المكان، والمعنى فحولهما الشيطان عن الجنة، ويكون الإنسان ثابت القدم على الشيء، فيزل عنه، فيصير متحولا عن ذلك الموضع. قال: ويدل على هذا التأويل قراءة حمزة فأزالهما، وقوله: (فأخرجهما مماكانا فيه) أي نجاهما: ونسب الفعل إلى الشيطان: لأن زوالهماكان بتسويله وتزيينه، وعلى هذا الكناية راجعة إلى الجنة. قال المفضل: أزلهما حملهما على الزلل وهو الخطأ، وأزالهما عدل بهما عنها: وقوله: (فأخرجهما) أي سبب لهما ما خرجا به: وفي قوله: (اهبطوا منها جبيعا) دليل على أن حقيقة الإخراج لهما من الجنة لله - عزوجل -. وقوله: (متاكانا فيه) أي من النعيم وسعة العيش والحالة الشريفة: وقال مقاتل والضحاك: (عفها) أي عن الطاعة.

وقد اختلف أصحاب الأخبار في كيفية وصول الشيطان إلى استزلالهما: ليتهنل فقال ابن عباس ووهب والربيع وغيرهم: إن الحية أدخلت إبليس الجنة حتى قال لآدم- ع ليه السلام-: (هل أدلك على شجرة الخلد)؟ فأبى أن يقبل منه؛ فقاسمهما بالله أنه لهما لمن الناصحين؛ فاغترا: وما كانا يظنان أن أحدا يحلف بالله كاذبا؛ فبادرت حواء إلى أكل الشجرة، ثم ناولت آدم حتى أكلها.

وروى ابو صالح عن ابن عباس قال: أتاهما في غير صورته؛ فقام عند الباب؛ فنادي حواء؛ فأجابته هي وادم.

قال الكلبي: وكان إبليس يعرض نفسه على كل دابة أن يدخل في صورتها؛ فأبين عليه حتى أتى الحية وكانت أخس دابة في الجنة، تمشي على أربع قوائم فيها من كل لون:

Bogga 351