243

============================================================

تفير سورة البفرة/177 الشر المطلق يجب أن يجري مثله؛ فيثبت شيطان هو كل، وهو الذي عبر عنه التنزيل بابليس؛ فظهر باجزائه المحسوسة، وكان أول تشخصه لآدم - عليه السلام -أول البشر وشخص النوع بصورة الحارث بن مرة، ثم سرى في بني ادم مجري الدم ومسرى العرق، وكان يتشخص في كل زمان بصورة خصم لنبي من الأنبياء - عليهم السلام - ففي زمان نوح - عيدالسلام- تشخص بخمسة: الود والسواع ويغوت ويعوق والنسر. فقيل: هم أصنام؛ والأصح أنهم ملوك زمانه، والنسر ملكه؛ وفي زمان إبراهيم - عليه اللام - تشخص بنمرود وازر ورؤساء الصلبثة: وفي زمان موسى - عليه السلام - تشخص بفرعون الوليد بن مصعب، وهامان وزيره، والسامري وبلعام بن باعور، وفي زمان عيسى - عليه اللام - تشخص بيهوذا وجماعة من اليهود الذين قصدوا صلبه؛ وفي زمان المصطفى -صلوات الله عليه وآله - تشخص بابي جهل وابى لهب وجماعة المشركين والمنافقين من كل فريق من اليهود والتصارى والمسلمين؛ فنطق بالستتهم، وسمع بأذانهم، وأبصر بأعينهم، وهم شياطين الأنس؛ لاينجع الإنذار فيهم: اسواء عليهم ، أنذزتهم أم لمتنذرهم لايؤمنون ): ولاينفع التكليف عليهم، وهم المرجوع إليهم من الشياطين. بعدوا من الخير بعدا لا يرجى قربهم؛ وشطنوا من الحق شطنا، و في الباطل شطونا. لايتمنى عودهم وفلاحهم: والمنافقون أشبه بشياطين الجن لاستتار حالهم بظاهر الاسلام، وهم متناسبون بالطبع والجوهر متوافقون في القول والعمل: (يوحى بضهم إلى بغض زخرف القول غرورأ)، في الدنيا، ويجمع بينهم في الآخرة: "إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهثم جميعأ). -74آ- وسر آخر: أن الجزاء على العمل لماكان مناسبا للعمل مماتلا له بأقصى ما يمكن من المماثلة، بل الأعمال في الدنيا صادرة عن الأشخاص، والأشخاص في الآخرة صادرة عن الأعمال؛ فيخلق من كل عمل صدر عن شخص جزاءه إما ثوابا وإما عقابا، ويقال: هذه أعمالكم ردت إليكم، ثم يعين للمحسن عمله وللمسيء عمله، ويقال للمحسن: هذه صلاتك، هذا صومك. ويقال للمسيء: هذا تقاقك، وهذا نفاقك؛ فينمانل العمل والجزاء تمائل المتلبن؛ فيمايل التعبير عنهما باللفظ تمانل اللفظين، إذ شتي الجزاء على الاستهزاء استهزاء، والجزاء على العدوان عدوانا، والجزاء على السيتة سيتة، كما سمى الجزاء على ليتهنل

Bogga 243