242

============================================================

1179مفاتيح الأسرار ومصابيح الآبرار قيل نمدهم، ولم يقل نمد لهم؛ لآن المعنى نزيد في مدتهم ومهلهم؛ وقيل: معناه ونتركهم.

(في طفيانهم)1 أي في كفرهم وضلالهم: والطغيان مجاوزة القدر؛ وهو فعلان من طغى إذا تجاوز في الأمر: وكأنهم مدوا في علوهم. قال ابن عباس: في طغيانهم أي في كفرهم.

قال ابن جريج: في معصيتهم.

(تفمفون) قال ابن عباس: يتمادون ويترددون: وبه قال مجاهد؛ وقيل: معناه تحيرون. يقال: عمه بعمه عمها إذا تردد في طريقه ومعصيته، وحاد عن الحق.

الأسرار ان المفسرين اتفقوا على أن المراد بالشياطين هاهنا شياطين الإنس دون الجن ؛ لأنهم قالوا: (إنا معكم إنما نخن مستهزثون)، لكنهم لم يحققوا معنى الشيطان إلا من حيث اللغة، ولم يميزوا الحال بين الشيطان الذي هو كالكل وبين الشياطين الذين هم كأجزاء الكل: ولم يفرقوا بين حال شياطين الجن وبين حال شياطين الآنس، وأنه كيف يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا.

وأنت تعرف على قاعدة التضاد بين الحق والباطل والخير المطلق والشر المطلق أن في العالم نفوسا خيرة في ذواتها، طيبة في جواهرها، زاكية في أعمالها وأقوالها وعقائدها وأن في العالم نفوسا شريرة في ذواتها، خبيثة في جواهرها، دنيئة في أعمالها وأقوالها وعقائدها: وقد عبر التنزيل عن الفريقين بخير البرية وشر البرية.

وتعرف أيضا أن كل نوع مشتمل على أشخاص ظهر بهم خواص النوع، أعني أن الخير المطلق ليس معلقا -73 ب - في هواء التخيل والوهم والعقل، بل هو متعلق بأشخاص محسوسة معبتة هم الأخيار الأبرار؛ فيظهر الكل المعقول بالأجزاء المحسوسة، ويتشخص النوع بالأشخاص المعينة؛ فينطق بالسنتهم، ويبصر باعينهم، ويسمع باذانهم. وهم ينطقون به واعينهم تبصر به واذانهم تسمع به، كما ورد في الخبر المعروف: "فإذا أحبيته كنت له سمعا وبصرا وبدا ومؤبدا؛ فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطض"(456) الخبر؛ وكذلك في جانب 1. في الهامش عنوان: التفسير واللغة.

ليتهنل

Bogga 242