وقالَ أيضًا (١): (ويقولون: فاكهةٌ شَتَوِيَّةٌ. والصوابُ: شَتْوِيَّة، ويُنسب إلى الصيف: صَيْفِيّ، وإلى الخريف: خَرْفِيّ، وإلى الربيع: رِبْعِيّ).
قال الرادّ: قد حكَى سيبويه (٢) أَنَّهُ يُقال في النسبِ إلى الخريف: خريفيّ، كما تنطقُ به العامةُ، ثم قال سيبويه بعد ذلك: والخَرْفِيّ في كلامهم أكثرُ من الخريفيّ.
ووقع في كلامِ أبي حَنيفة، عندَ ذكر الأنواءِ، من كتاب (النبات) الفصل الرَّبيعيّ، كما تنطق به العامةُ، وهو إمامٌ من أئمةِ اللغةِ، ولم يكن لينطق إلَّا بما تعرفُهُ العربُ.
قالَ أبو حَنِيفة ﵀: فالربعُ الأوَّلُ من الشتاءِ يُسمَّى الفصل الشَّتْويَّ، والربع الثاني منه (٣) يُسمَّى: الفصل الرَّبيعيّ، ويُسمَّى الربعُ الأول من الصيف: الفصل الصيفيّ، ويُسمَّى الربعُ الثاني منه: الفصل الخَريفيّ. هذا نَصُّ كلامِهِ، ﵀.
والدليلُ على ما قلناه من تحرزه في المنطقِ، واتباعه لكلامِ العربِ، أَنَّهُ أتى بالفصول الثلاثة على ما تعرفه العربُ، وحكاه اللغويون عنها، فقال: الشَّتْوِيّ، بإسكانِ التاءِ، والصَّيْفيّ والخريفيّ على ما حكَى
_________
(١) التهذيب بمحكم الترتيب ٢٤٩، وأخلَّ به لحن العوام.
(٢) الكتاب ٢/ ٦٩.
(٣) في الأصل: منها.
1 / 70