أقاتلتي ليلى بغير قتيل
وما اختار البكاء لأنه أشفى للغليل كما قال، ولكنه اختاره ليفر من الصبر الذي رآه مر المذاق! وقد حسب بعض الشعراء أن التفضيل بين الصبر والبكاء مما ينال، وفي ذلك يقول:
إذا ما دعوت الصبر بعدك والبكا
أجاب البكا طوعا ولم يجب الصبر
وهو ضلال مبين: فإن البكاء لا ينتظر دعوة المخزون، ولكنه ينقض عليه انقضاض الصاعقة، فإذا هو صريع! وأمثال هذا الشاعر لا يتحدثون عن حزنهم الأليم، ولكنهم يمنون على أحبابهم بهذا الدمع المجلوب.
ومن الشعراء من تنبه إلى أن السلامة من الجوى أمضى من الجوى، وهؤلاء يبكون وجدهم الذاهب وضلالهم القديم «ومن أسماء الحب الضلال»، ومن مختار الشعر في هذا البكاء قول المتنبي:
يراد من القلب نسيانكم
وتأبى الطباع على الناقل
ولو زلتم ثم لم أبككم
بكيت على حبي الزائل
Bog aan la aqoon