120

Macnaha Qur'aanka iyo Sarbeebtiisa

معاني القرآن وإعرابه

Baare

عبد الجليل عبده شلبي

Daabacaha

عالم الكتب

Lambarka Daabacaadda

الأولى ١٤٠٨ هـ

Sanadka Daabacaadda

١٩٨٨ م

Goobta Daabacaadda

بيروت

تمييز أراد اللَّه منها، ولو كان يراد بذلك الصنعة لم يقل وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب، لأن أثر الصنعة شامل للمؤمن وغيره.
* * *
وقوله ﷿: (أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (٧٥)
هده الألف ألف استِخبارٍ، وتجري في كثير من المواضع مجرى الإنكار
والنهي إذا لم يكن معها نفي، كأنَّه أيئسهم من الطمع في إِيمان هذه الفرقة من
اليهود، فإذا كان في أول الكلام نفي، فإنكار النفي تثبيت نحو قوله ﷿: (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (٨) قَالُوا بَلَى).
فجواب (أفتطمعون) " لا " كما وصفنا.
* * *
وقوله ﷿: (وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ).
يروي في التفسير أنهم سمعوا كلام اللَّه لموسى عليه لسلام فحرفوه
فقيل في هؤلاءِ الذين شاهدهم النبي ﷺ أنهم كفروا وحرفوا فلهم سابقة في كفرهم.
* * *
وقوله ﷿: (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (٧٦)
المعنى أتخبرونهم بأن النبي ﷺ ذكره موجود في كتابكم وَصِفتهُ.
(لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ) أي لتكون لهم الحجة في إيمانهم بالنبي ﷺ عليكم، إذ كنتم مقَرِّينَ به تخبرون بصحة أمره من كتابكم فهذا بين حجته عليكم عند اللَّه.

1 / 158