119

Macnaha Qur'aanka iyo Sarbeebtiisa

معاني القرآن وإعرابه

Baare

عبد الجليل عبده شلبي

Daabacaha

عالم الكتب

Lambarka Daabacaadda

الأولى ١٤٠٨ هـ

Sanadka Daabacaadda

١٩٨٨ م

Goobta Daabacaadda

بيروت

موضع جر - ويجوز في قوله تعالى (فهي كالحجارة) (فَهْي) كالحجارة -
بإسكان الهاءِ - لأن الفاءَ مع هي قد جَعَلَتْ الكلمة بمنزلة. فخذ، فتحذف
الكسرة استثقالًا، وقد روى بعض النحويين أنه يجوز في " هي " الإِسكان في
الياءِ من (هي) ولا أعلم أحدًا قرأ بها، وهي عندي لا يَجوزُ إسكانها ولا
إسكانُ الواو في هو، لا يجوز " هو ربَكُمْ " وقد روى الإِسكان بعضُ النحوِيين وهو رديءٌ لأن كل مضمز فحركته - إذا انفرد - الفتح، نحو أنا رَبكم، فكما لا تسْكن نون أنا لا تسْكن هذه الواو.
* * *
وقوله ﷿: (وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ).
بين ﷿ كيف كانت قلوبهم أنها أشد قسوة وأصلب من الحجارة
وأعلم أن الحجارة تتفجر منها الأنهار، ومنها ما يشَّقَّقُ فيخرج منه الماءَ يعني
العيون التي تخرج من الحجارة ولا تكون أنهارًا، ومنها ما يهبط من خشية
الله فقالوا إن الذي يهبط من خشية الله نحو الجبل الذي تجلى اللَّه له
حين كلم موسى ﵇، وقال قوم إِنها أثر الصنعة التي تدل على أنَّها
مخلوقة، وهذا خطأ، لأن ليس منها شيء ليس أثر الصنعة بينا في جميعها
وإنما. . الهابط منها مجعول فيه التميز كما قال ﷿: (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ).
وكما قال: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ).
ثم قال: (وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ) فأعلم أن ذلك

1 / 157