وأخيرا انبثقت في الآفاق الأنوار الأولى، فخلى عمليق سبيل فريسته، وكان ينتظر منها أن تقف لحظة لتسأله بعض العطاء، وكان يقدر أنها ستلتمس كساء تلتف به بعد أن تمزقت ثيابها في العراك بينها وبينه، غير أنها صعقته بنظرة حاقدة من نار، وغادرت المكان بتلك الثياب الممزقة الملطخة تولول في الطريق:
لا أحد أذل من جديس
أهكذا يفعل بالعروس؟
وكأن سخطها وحقدها انفجرا من أعماق ضميرها الجريح، وصعدا إلى شفتيها شعرا، فطفقت تنشد وتلسع قومها بنشيدها لسع السياط:
أيجمل ما يؤتى فتياتكم
وأنتم رجال فيكم عدد الرمل؟
وتصبح تمشي في الدماء عفيرة
عشية زفت في الرجال إلى بعل
ولو أننا كنا رجالا وكنتم
نساء لكنا لا نقر بذا الفعل!
Bog aan la aqoon