وخيس الجن، أني قد أذنت لهم
يبنون تدمر بالصفاح والعمد
حقا إن الأبطال المجهولين الذين ساهموا في صنع التاريخ لأكثر من الأبطال المعروفين، فمن الذي أنشأ تدمر حيث هي في إحدى واحات الصحراء؟
الجن؟! لا بأس بهذه التسمية للأبطال المجهولين.
فما الذي جذبهم إلى هذا المكان المستغرب؟ الماء؟
وجعلنا من الماء كل شيء حي ، والتجارة؟ فلقد كانت تدمر، كجميع المدن العربية التي ازدهرت آنذاك، واقعة على إحدى الطرق التجارية بين الشرق الأبعد والشرق الأدنى، كانت تنام وتصحو على جلبة القوافل ترد عليها، وتصدر منها، كما تتلاحق الأيام والليالي.
شد ما طمحت إليها الأنظار، أنظار الفاتحين، ويرجح أنها هي التي ذكرها الملك الآشوري «تغلاث فلسر» باسم تدمر آمرو، في أحد نقوشه الباقية من السنة 1100 قبل المسيح، فهل حلم «تغلاث فلسر» بضمها إليه، كما حلم القائد الروماني مرقس أنطونيوس بعده بألف وسبعة وخمسين عاما، إذ هجم عليها بين السنة 42 و41ق.م؟
قال مرقس أنطونيوس: سأخضع المدينة الصحراوية المعتزة بنفسها.
وقالت تدمر: كلا.
فارتد القائد الروماني خائبا.
Bog aan la aqoon