فى العام الماضى وبسبب غلبة الجنود المسعودين، كان قد استدعى إيشبخدر من ملك روسيا فوجا من الجيش من الجانب الأخر، وطبقا لتمنياته كلف شفت، الذى كان أكثر اضطرابا من الفيل الغاضب، مع اثنتى عشرة سفينة مشحونة بالرجال والمدافع الثعبانية الشكل جهنم النيران والمعسكر وآلات الحرب، من ناحية بحر الخزر (قزوين) إلى اتجاه رشت، واستقلوا السفن، ورسوا بالقرب من طالش، وبعد التوقف لمدة يومين، ساروا من هناك إلى ميناء" أنزلى"، وفى أثناء قدومهم أخلى الميناء قليلا من حملة البنادق، الذين كانوا مشغولين بحماية ذلك المكان بأمر حاكم" ويلمان"، فجعل الروس من" أنزلى" محلا لنزولهم، وبسبب ذيوع هذا الخبر، قام مقرب الحضرة ميرزا موسى رئيس المنجمين، الذى كان قد كلف بتنظيم أمور وشئون" چيلان" فى أثناء تحرك صاحب الشأن الجمشيدى من دار السلطنة طهران، باستنصار حكام ورؤساء تلك الديار وبصد استكبار الروس، وبسبب كمال الغيرة وإعلانا للخدمة أمام نظر أثر العطف الملكى، أحكم الخنادق المستحكمة فى المكان المسمى ب" بيزة بازار" وجهز فوجا من حملة البنادق المسرعين كالبرق عن يمين ويسار شوارع وممرات بيزه بازار، وأعطى قرار الحرب والقتال، وجعل جمعا أيضا مستعدا للحرب فى الخندق، وجلس هو نفسه فى كمين العداوة، [ص 159] وفى وقت الصباح، عقد حزام الاجتهاد مع مشاة جلادة الأثر والمدافع جهنم النيران على إخضاع خندق" بيزة بازار" وإنهاء أمر رشت، وأوصل حملة البنادق، الذين كانوا وعن اليمين وعن اليسار منتهزين للأمر ومستعدين للمعركة، حرارة المعركة والحرب ودخان البنادق بكرة النيران وصبوا من الجانبين مطر البلاء عليهم. وعندما أفاق جيش روسيا إلى نفسه كان قد سقط ما يقرب من ألف شخص منهم مثل الورق الساقط من رياح الخريف على أرض الغابة. وقد أوصل الباقون الأحياء أنفسهم إلى ميناء «أنزلى» مقترنين بالخذلان والذلة وهم بين الساقط والناهض . وقد تيسر شرف هذا الفتح العظيم بقوة طالع عطية الله وسعى مقرب الحضرة ميرزا موسى رئيس المنجمين.
وقد صار ميرزا موسى وسائر الرجال المكلفين موضع الإنعامات الوافرة والإكرامات الكثيرة.
87 - بيان استقرار نائب السلطنة والخلافة الأمير عباس ميرزا
على وسادة ملك أذربيچان بفرمان خاقان الدنيا الواسعة، والأخبار المتنوعة لذلك الإقليم:
ولما نزل النواب نائب السلطنة نزول الإجلال إلى دار السلطنة تبريز، استظل جميع الرعايا والجنود فى ظل عطفه ومرحمته، وفتح أبواب الرأفة ورعاية الرعية على كافة الأنام شريفهم ووضيعهم كبيرهم وصغيرهم فى ذلك الإقليم الخالد المقام.
وعلى الرغم من غاية الحزن والملل والغم الذى أصابه بسبب حرمانه من فيض تقبيل عتبة الخاقان المستولى على البلاد، فإنه كان يسلى خاطره الشريف عن طريق الاشتغال بالخدمة السلطانية وكان يقوم بتنظيم أمر المملكة.
Bogga 202