فلما صاروا بها كتب ذو نواس إلى رؤساء حمير أن يذبحوا كل ثور عندهم أسود ففعلوا ما أراد فوثبوا على الحبشة، فقتلوهم حتى أفنوهم، وبلغ ذلك النجاشي، فعلم أن قد غدربهم؛ فوجه قائدين في جيش عظيم إلى اليمن، يقال لأحدهما: أرياط، والثاني : أبرهة الأشرم، فلقيهم ذو نواس بمن معه فقاتلهم، فلما رأى أنه لا طاقة له بهم اقتحم بنفسه وفرسه البحر فغرق فيه، ثم إن النعمان بن عفير، والنعمان هذا هو أبو سيف جمع جموعا من أهل اليمن فقاتل الحبشة بالسحول فهزم، وصار إلى حقل شرعه فيمن تبعه من أهل اليمن، فلحقهم الحبشة فقاتلوهم، ولم يكن لهم بهم طاقة، فاستولت الحبشة على اليمن.
Bogga 155