170

Lessons by Sheikh Al-Albani

دروس للشيخ الألباني

Noocyada

ربط الحديث بسبب وروده مما يعين على فهمه كذلك نقتبس من هذا فنقول: كثير من الأحاديث لا يمكن فهمها فهمًا صحيحًا إلا مع ربطها بأسباب ورودها، منها هذا الحديث، وهناك أحاديث كثيرة، أيضًا، لا يمكن أن تفهم فهمًا صحيحًا إلا بربط الرواية مع سببها، فحينما فصل الحديث: (إن أحق ما أخذتم عليه أجرًا كتاب الله) عن سبب وروده؛ أعطى الإباحة العامة: (إن أحق ما أخذتم عليه أجرًا كتاب الله) فسواء كان الأجر مقابل التلاوة، أو كان مقابل تعليم القرآن، أو تفسير القرآن، وهكذا، فالحديث عام. ولكننا إذا ربطناه بسبب الورود؛ تخصص هذا العموم للوارد، وهذا ما ذهب إليه جمهور العلماء، وبخاصة منهم علماء الحنفية، حينما فسروا هذا الحديث: (أحق ما أخذتم عليه أجرًا كتاب الله) في الرقية، فأضافوا هذه الجملة (في الرقية) أخذًا لها منهم من سبب ورود الحديث. وهذا الأخذ لا بد منه؛ لكي لا يصطدم التفسير -إذا كان من النوع الأول- بقواعد إسلامية عامة ذكرناها آنفًا من بعض الآيات وبعض الأحاديث، وهذا من القواعد الأصولية الفقهية: أنه إذا جاء نص، سواءً كان قرآنًا أو كان سنة، فلا يجوز أن يؤخذ على عمومه إلا منظورًا إليه في حدود النصوص الأخرى، التي قد تقيد دلالته، أو تخصصه فهذه كقاعدة لا خلاف فيها عند علماء الفقه والحديث، بل علماء المسلمين جميعًا. وإنما الخلاف ينشأ من سببين اثنين: إما ألا يرد الحديث مطلقًا إلى بعضهم، أو أن يرجع إليه مطلقًا دون السبب الذي يوضح معناه، كما نحن في هذا الحديث بالذات.

12 / 5