وقال يونس بن عبدالأعلى ثنا سفيان بن عيينة عن جعفر الأحمر الكوفي عن إبراهيم بن محمد المنتشر - وكان من أفضل من رأينا بالكوفة في زمانه - أنه بلغه أن من وسع على عياله يوم عاشوراء أوسع الله تعالى عليه سائر سنته . قال سفيان : فجربنا ذلك من خمسين سنة فلم نر إلا سعة .
ومن الحوادث في هذا اليوم : أنه تاب الله فيه على قوم ويتوب فيه على قوم آخرين ، كما ذكر في حديث علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وغيره .
وفي قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث ويتوب فيه على قوم آخرين ، وفيما جاء عن ابن منبه قال : أوحى الله - عز وجل - إلى موسى عليه الصلاة والسلام : مر قومك يتقربون إلى في هذه الأيام في أول شهر الله المحرم ، فإذا كان اليوم العاشر فليخرجوا إلى أغفر لهم ، ففي ذلك إشارة إلى أن التوبة تقبل في هذا اليوم من التائبين ، وتقال فيه عثرات النادمين ممن استقال إلى الله من ذنبه ، وعقد التوبة الخالصة مع ربه ، وتقرب إليه بالأعمال الصالحات فهو سبحانه يضاعف لمن يتقيه أجور الطاعات وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ، ويعفو عن السيئات .
روي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( قال الله - عز وجل - : أنا مع عبدي حين يذكرني وأنا عند ظنه بي إن خيرا فخير وإن غير ذلك فغير ذلك ، وإذا ذكرني خاليا ذكرته خاليا وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ولإستبشار الله - عز وجل - بتوبة أحدكم أفضل من استبشار أحدكم بضالته عليها زاده ومتاعه وما يصلحه ) .
وجاء عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (إذا تاب العبد من ذنوبه أنسى الله حفظته ذنوبه وأنسى جوارحه ومعالمه من الأرض ، ويلقى الله تعالى يوم القيامة وليس عليه شاهد من الله بذنب) .
Bogga 31