وقال أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة الأطرابلسي أنا أبو عبدالرحمن أحمد بن أحمد بن العلاء الباهلي أخو هلال بن العلاء بالرقة ثنا عبيد بن حماد ثنا عطاء بن مسلم عن ابن السدي عن أبيه قال : كنا غلمة نبيع البز في رستاق كربلاء قال : فنزلنا برجل من طي ، قال : فقرب إلينا العشاء ، قال : فتذاكرنا قتلة الحسين بن علي رضي الله تعالى عنهما فقلنا : ما بقي أحد ممن قد شهد قتله إلا وقد أماته الله تبارك وتعالى ميتة سوء أو بقتلة سوء ، قال : ما أكذبكم يا أهل الكوفة تزعمون أنه ما بقي أحد ممن شهد قتل الحسين بن علي إلا وقد أماته الله ميتة سوء أو بقتلة سوء وإني لمن شهد قتل الحسين بن علي وما بها أكثر مالا مني ، فرفعنا أيدينا عن الطعام ، قال : وكان السراج يوقد بالنفط ، قال : فذهب ليطفي أو قال : ليخرج الفتيلة بأصبعه ، قال : فأخذت النار بأصبعه ، قال : فمدها إلى فيه فأخذت النار بلحيته فحضر إلى الماء حتى ألقى نفسه فيه ، قال : فرأيته يتوقد فيه حتى صار حممة .
وروى هذه القصة عمر بن شبة النميري قال ثنا عبيد بن خيار أخبرني عطاء بن مسلم قال : قال السدي أتيت كربلاء أبيع البز بها وذكر القصة بنحوها .
وقال منصور بن عمار حدثني أبو محمد الهلالي قال شرك منا رجلان في دم الحسين بن علي رضي الله تعالى عنهما ، فأما أحدهما : فابتلي بالعطش فكان لو شرب راوية من ماء ما روي ، وأما الآخر : فابتلي بطول ذكره فكان إذا ركب الفرس يلويه في عنقه كأنه حبل .
وروي عن عطاء بن مسلم عن أبي جناب الكلبي قال : أتيت كربلاء فقلت لرجل من أشراف العرب بها بلغني أنكم تسمعون نوح الجن ، فقال : ما تلقى أحدا إلا أخبرك أنه سمع ذلك ، قلت : فأخبرني ما سمعت أنت ؟ قال : سمعتهم يقولون :
مسح الرسول جبينه
أبواه من عليا قريش ... فله بريق في الخدود
Bogga 26