30

Book of Visits by Shaykh al-Islam Ibn Taymiyyah

كتاب الزيارة من أجوبة شيخ الإسلام ابن تيمية

Tifaftire

سيف الدين الكاتب

Daabacaha

دار مكتبة الحياة الطباعة والنشر

موسى، ومهد عيسى، ومقام إبراهيم، ورأس الحسين، وصهيب الرومي، وبلال الحبشي، وأويس القرني، وما أشبه ذلك - كله في سائر البلاد، والقرى، والسواحل والجبال، والمشاهد، والمساجد والجوامع؟

وكذلك قولهم: الدعاء مستجاب عند برج ((باب كيسان)) بين بابي الصغير والشرقي مستدبراً له متوجها إلى القبلة، والدعاء عند داخل باب الفرادين؟ فهل ثبت شيء في إجابة الأدعية في هذه الأماكن أم لا؟ وهل يجوز أن يستغاث بغير الله تعالى بأن يقول: يا جاه محمد، أو يا لست نفيسة، أو يا سيدي أحمد! أو إذا عثر أحد وتعسر أو قفز من مكان إلى مكان يقول: يا علي! أو يا الشيخ فلان: أم لا؟ وهل تجوز النذور للأنبياء أو للمشايخ: مثل الشيخ جاكير، أو أبي الوفاء، أو نور الدين الشهيد، أو غيرهم أم لا؟ وكذلك هل تجوز النذور لقبور أحد من آل بيت النبوة، ومدركه، والأئمة الأربعة، ومشايخ العراق، والعجم، ومصر، والحجاز، واليمن، والهند، والمغرب، وجميع الأرض، وجبل قاف وغيرها أم لا؟

[لا يثبت أن الدعاء مستجاب عند القبور ولا أنه أفضل]

فأجاب: الحمد لله رب العالمين. أما قول القائل: إن الدعاء مستجاب عند قبور المشايخ الأربعة المذكورين - رضي الله عنهم - فهو من جنس قول غيره: قبر فلان هو الترياق المجرب (٦)، ومن جنس ما يقوله أمثال هذا القائل: من أن الدعاء مستجاب عند قبر فلان وفلان. فإن كثيراً من الناس يقول مثل هذا القول عند بعض القبور، ثم قد يكون ذلك القبر قد علم أنه قبر رجل صالح من الصحابة أو أهل البيت أو غيرهم من الصالحين، وقد يكون نسبة ذلك القبر إلى ذلك كذباً أو مجهول الحال: مثل أكثر ما يذكر من قبور الأنبياء، وقد يكون

(٦) الترياق: دواء يلتمس لدفع السموم.

30