14

Book of Visits by Shaykh al-Islam Ibn Taymiyyah

كتاب الزيارة من أجوبة شيخ الإسلام ابن تيمية

Baare

سيف الدين الكاتب

Daabacaha

دار مكتبة الحياة الطباعة والنشر

وهذا لقوله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد))(٧) وقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا تتخذوا قبري عيداً))(٨) وقوله صلى الله عليه وسلم: ((لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد))(٩) يحذر ما فعلوا وقوله صلى الله عليه وسلم: ((إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك))(١٠).

ولهذا اتفق السلف على أنه لا يستلم قبراً (١١) من قبور الأنبياء وغيرهم، ولا يتمسح (١٢) به، ولا يستحب الصلاة عنده، ولا قصده للدعاء عنده أو به، لأن هذه الأمور كانت من أسباب الشرك وعبادة الأوثان، كما قال تعالى : ﴿وقالوا لا تَذَرُنَّ آلهتكم ولا تَذَرُنَّ وَدّاً ولا سَواعا ولا يَغوثَ ويعوقَ ونَسراً﴾(١٣) قال طائفة من السلف: هؤلاء كانوا قوما صالحين في قوم نوح، فلما ماتوا عكفوا (١٤) على قبورهم، ثم صوروا تماثيلهم، فعبدوهم.

وهذه الأمور ونحوها هي من ((الزيارة البدعية)) وهي من جنس دين النصارى والمشركين، وهو أن يكون قصد الزائر أن يستجاب دعاؤه عند القبر،

(٧) حديث صحيح رواه أحمد في المسند ومالك في الموطأ. والوثن: أي الصنم.

(٨) العيد: الموسم، والعيد كل يوم فيه جمع أو تذكار لذي فضل، أو حادثة مهمة. والأعياد هي الأيام التي اعتاد الناس الاجتماع فيها لحزن أو مرض أو نحوهما. والحديث رواه أبو داود في سننه.

(٩) في الصحيحين عن عائشة. وجاء في سورة الكهف: ﴿قال الذين غَلَبوا على أمرهم لَنَتَّخِذَنَّ عليهمْ مسجداً﴾

(١٠) رواه مسلم في صحيحه عن جندب.

(١١) يقال: استلم الحجر إذا لمسه إما بالقبلة أو باليد. ولا يهمز وبعضهم يهمزه.

(١٢) التمسح: تعمّد ملامسة الجسد بشيء ما بقصد التبرك.

(١٣) سورة نوح / ٢٣ والأسماء الواردة في الآية هي أسماء آلهة كان الكفار من قوم نوح يتخذونها أرباباً من دون الله.

(١٤) يقال: عَكَفَهُ: حبسه ووقفه. ومنه (الاعتكاف) في المسجد وهو الاحتباس طاعة لله. وعكف على الشيء: أقبل عليه مواظباً. قال تعالى ﴿يعكُفُون على أصنام لهم .. ﴾

14