العرب تكنى عن المرأة بالنعجة والشاة والقلوص والسرحة والحرث والفراش والعتبة والقارورة والقوصرة والنعل والغل والقيد والظلة والجارة وبكلها جاءت الاخبار ونطقت الاشعار " فاما " الكناية بالنعجة فقد أوضح القرآن في قصة داود عليه السلام " ان هذا اخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة " أي إمرأة " وأما " الكناية بالشاة فكما قال عنترة العبسي
يا شاة ما قنص لمن حلت له
حرمت على وليها لم تحرم
فكنى عن امرأة وقال اي صيد أنت لمن يحل له ان يصيدك فأما أنا فان حرمة الجوار قد حرمتك على " وأما " الكناية بالقلوص فكما كتب رجل من مغزي كان فيه إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوصيه بنسائه
الا أبلغ أبا حفص رسولا
فدالك من أخي ثقة ازاري
قلائصنا هداك الله إنا
شغلنا عنكم زمن الحصار
" وأما " الكناية بالسرحة وهي شجرة فكما قال حميد بن ثور
أبى الله الا أن سرحة مالك
علي كل أفنان العضاه تروق
وانما كنى عن امرأة مالك بسرحة مالك أحسن كناية وعبر عن اتقانها في الحسن على سائر الغواني أحسن عبارة وقد سلك طريقته في هذه الكناية من قال
ومالي من ذنب اليهم علمته
سوى انني قد قلت يا سرحة اسلمي
نعم فاسلمي ثم اسلمي ثمت اسلمى
ثلاث تحيات وان لم تكلمي
وانما تقع مثل هذه الكناية عمن لا يجسرون على تسميتها أو يتذممون من التصريح بها كما قال الشاعر
واني لا كنى عن قذور بغيرها
وأعرب أحيانا بها فأصرح
" وأما الحرث " فمنه قول الشاعر والقاه على طريق الألغاز
إذا أكل الجراد حروث قوم
فحرني همه أكل الجراد
يعني - بحرثه - امرأة وفي القرآن " نساؤكم حرث لكم " " وأما الفراش " فقد قال الله تعالى في وصف الجنة " وفرش مرفوعة " يعني النساء الا تراه يقول على أثرها " إنا أنشأناهن انشاء فجعلناهن أبكارا " " وروي " عن بعضهم انه قال لرجل أراد أن يتزوج استؤثر فراشك أي تخير السمينة من النساء " وأما " العتبة ففي قصة ابراهيم عليه السلام زار ابنه اسماعيل عليه السلام فوافق حضوره غيبته عن المنزل فقدمت عليه امراته وأخبرته بحاله ولن تعرض عليه القرى فقال لها قولي لابني ان اباك يقرأ عليك السلام ويأمرك أن تغير عتبتك فلما رجع اسماعيل عليه السلام وقصت عليه المرأة القصة وأدت اليه الرسالة طلقها في الساعة امتثالا لأمر أبيه لان قوله غير عتبتك كناية عن طلاقها والاستبدال بها " وأما " الكناية بالقارورة فمن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لسائق الابل التي عليها نساؤه رفقا بالقوارير " واما الكناية " بالقوصرة فمنها قول الراجز
أفلح من كانت له قوصرة
يأكل منها كل يوم مره
" وأما النعل " فمنها قول عمر رضي الله تعالى عنه المرأة نعل يلبسها الرجل إذا شاء لا إذا شاءت هي " وأما الغل " فمنه قول بعض الحكماء من العرب وهو يذكر النسا ومنهن الودود والولود القعود ومنهن غل يضعه الله في عنق من يشاء ويفكه عمن يشاء " وأما القيد " فمنه قول أبي الحسن الجوهري الجرجاني من قصيدة في الصاحب يذكر استعداده للسير إلى حضرته ويكنى عن طلاق امرأته
جوادي قدامي وذيلي مشمر
وقلبي من شوق يجيئ ويذهب
وقد كنت معقولا بأهلي مقيدا
وها أنا من ذاك العقال مسيب
وعلى ذكر الطلاق فاني استحسن واستطرف جدا ما كتبه ابن العميد في الكناية عن حلف بعض الملوك بالطلاق وهو قوله في فصل من كتاب حلف يمينا سمي فيها حرائره " وأما الظلة " فهي عند بعض الكوفيين أصيلة وعند بعضهم مكنية وكذلك الحليلة وينشد
واني محتاج إلى موت ظلتي
ولكن متاع السوء باق معمر
" وأما الجارة " ففيها يقول الاعشى أجارتنا بيني فانك طالق " ومن احسان " المتني المشهور قوله لسيف الدولة وقد أوقع ببني كلاب وسبى نساءهم ثم ردهن عليهم
ولو أن الامير سبى كلابا
عداه عن شموسهم الضباب
Bogga 58