223

احين ترك صاحبه ظاهر الحجة والمغالبة على خصمه، ثم إن النفس ربما تخدع صاحبها وتقول له : إنما تجادل لنصرة الحق أو لتنقيح الذهن لنصرة الأقوال الواهية التي قام بها إمام مذهبه وما علم هذا أن الله عند لسان كل القائل بل المجادل في عين حضرة الحق وإن لم يشعر وإذا كنا نهينا عن رفع أصواتنا بحضرة الأكابر فكيف بحضرة الحق تعالى فافهم ووقال: لما رأى أهل الله أن العبد لا يقدر أن يأتي بخلق كريم يوافق امزاج كل الناس أشغلوا نفوسهم بما يرضي الله عز وجل فقط، فالمؤمن اييضيه ما يرضى به الله، والمنافق لا يبالي إذا سخط علينا في ذلك لأنه عدو وقال : عليك بمشاركة جميع أصحاب الهموم والرزايا في أنفسهم وأموالهم وأولادهم وإخوانهم إن أردت أن تثبت لك أخوة الإيمان فإن الله قد وواخى بين المؤمنين كما واخى بين أعضاء الإنسان الواحد، واحذر من الاكتراث بما يصيبك من الرزايا في هذه الدار فإن الله ما ابتلاك بها إلا امحيصا لذنوبك حتى تلقاه طاهرا مطهرا من الذنوب فاشكر الله على ذلك.

ووقال : عليك بتلاوة القرآن ولو ثلاثة أحزاب كل يوم ولا تهجره كما ايفعل ذلك طلبة العلم وبعض المتصوفة زاعمين أنهم قد اشتغلوا بما هو أهم امن ذلك وهو كذب وزور فإن القرآن مادة كل علم في الدنيا فلا تكن ممن اجر تلاوته بل اتله إن استطعت آناء الليل وأطراف النهار واستنبط منه ما اششت من العلوم، كما كان عليه الأئمة المجتهدون وانظر في تلاوتك يا أخي الى كل صفة مدح الله بها عباده فافعلها أو اعزم على فعلها وكل صفة ذم ال ه تعالى عباده على فعلها فاتركها أو اعزم على تركها فإن الله ما ذكر ذلك ونزله في كتابه إلا لتعمل به فإذا حفظت القرآن عن تضييع العمل به كما حفظته تلاوة فأنت الرجل الكامل . وقال : حياة الذاكر لله عز وجل متصلة دائمة لا انقطع بالموت فهو حي وإن مات كانت حياته أحيا وأتم من حياة الشهيد في ابيل الله إلا أن يكون الشهيد من الذاكرين الله كثيرا فإن له حينئذ حياتان حياة الشهادة وحياة الذكر، فالذاكر لله حي وإن مات وتارك الذكر ميت وإن كان في الدنيا حيا بحياته الحيوانية . وفي الحديث "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر

Bog aan la aqoon