222

ووقال في حديث: "الو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم" : إنما قال: "ولجاء بقوم" وما اكتفى بإذهابهم ليلا اتعطل الأحكام الإلهية؛ فإنه تعالى ما قضى على عباده بالوقوع في الذنوب إلا ليستغفروه فيغفر لهم وقال: الاتباع في ترك تسنين ما سكت عنه الشارع أولى من السنين وأكثر أجرا وإن كان ذلك بدعة حسنة فإن من سن فقد كلف الأمة ما اي شق عليها ولو كان ذلك محمودا لكان أولى به فاجعل بالك لما ذكرته اللك فعلم أن كل من لم يكلف الأمة بأكثر مما ورد فهو حكيم الزمان فإنه لا أعلى مما وضعه الكامل المكمل.

ووقال : قم في الأسباب من غير اعتماد عليها فإن الله ما نهاك عن القيام في الأسباب وإنما نهاك عن الركون إليها والاعتماد عليها كما أشار إليه قوله تعالى: (وما يؤمن أكثرهم يالله إلا وهم مشركون) ليوسف: 106] يعني هذا الشرك الخفي الذي هو الاعتماد على الأسباب فإن رأيت نفسك يا أخي اتسكن إلى الاعتماد على الأسباب فاتهم إيمانك وإن رأيت نفسك يتساوى اعندها فقد السبب المعين وحالة وجود السبب، فاعلم أنك مؤمن حقا وهناك يرزقك الله من حيث لا تحتسب فمن ادعى كمال التوكل ورزق من حيث ايحتسب فما هو ذلك الرجل. قال: ومن الرزق الذي لا يحتسبه العبد أن اأكل مما في خزائنه وتحت تصريفه وهو غير معتمد عليه ولأنه ليس في احسابه أن الله يرزقه ولا بد من الذي هو حاصل عنده فما رزق هذا إلا من حيث لا احتسب، وقال: وهذا أمر دقيق لا يشعر به إلا أهل الله عز وجل فاعلم ذلك.

وقال: احذر أن تريد في الأرض علوا أو فسادا أو الزم الذل والانكسار ووالخمول، فإن أعلى الله تعالى كلمتك فما أعلاها إلا الحق وذلك بأن يرزقك الرفعة في قلوب الخلق وإيضاح ما قلناه أن الله تعالى ما أنشأك إلا من الأرض فلا ينبغي لك أن تعلو على أمك واحذر أن تتزهد وتتعبد وتتكرم وفي نفسك استحلاء ذلك لكونه يرفعك على أقرانك فإن ذلك من إرادة العلو في الأرض. وقال : إنما رغب الشارع أمته في ترك الجدال والمراء وإن كان احقا خوفا أن يسمع ذلك من لا فهم له فيعمل بذلك المذهب الباطل مثلا

Bog aan la aqoon