279

Khulasat Athar

خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر

Daabacaha

دار صادر

Goobta Daabacaadda

بيروت

(فخالص الود ومحض الولا ... أحسن مَا يهديه أمثالي)
وَله
(قد بعثنَا إِلَيْك أكرمك الله ... ببر فَكُن لَهُ ذَا قبُول)
(لَا تقسه إِلَى ندى كفك الْغمر ... وَلَا نيلك الْكثير الجزيل)
(واغتفر قلَّة الْهَدِيَّة مني ... أَن جهد الْمقل غير قَلِيل)
وَقَالَ فِي رحلته الرومية لمحت بعريض شيزر غزالًا بَين الغزلان نافر وشادنا طَار نَحوه قلبِي فأفى الَّذِي بَين جفنيه كاسر ومليحًا أَسْفر عَن بدر فِي تَمَامه وابتسم عَن ثنايا كَأَنَّهَا الدّرّ فِي انتظامه يتبعهُ شرذمة من خرد النِّسَاء الحسان وَهُوَ يلْعَب بَينهُنَّ كأنهن الْحور وَهُوَ من الْولدَان
(صادني بالعريض ظَبْي غرير ... بحسام من حد جفن غضيض)
(ثمَّ لما انثنى بأسمر قد ... أوقع الْقلب فِي الطَّوِيل العريض)
وَله من رِسَالَة يقبل الأَرْض معترفًا برق الْعُبُودِيَّة قربًا وبعدًا ومقرًا بِأَن فِرَاق تِلْكَ الحضرة الزكية لم يبْق لَهُ على مقاومة الصَّبْر جهدًا ارْتكب مجَاز التصبر ليفوز بِحَقِيقَة الاصطبار واستعار لِقَلْبِهِ جنَاح الشوق فها هُوَ يود لَو أَنه نحوكم طَار عجل عَلَيْهِ الْبَين يدنو حِينه وسبك فِي بودقة خديه خَالص ابريز دمعة عَنهُ وقطر بتصعيد أنفاسه لجين دُمُوعه وَنفى بتأوهه وأنينه طير هجوعه وَله غير ذَلِك من غرر القَوْل وَكَانَت وِلَادَته فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَتِسْعمِائَة وَتُوفِّي فِي سنة ثَلَاث بعد الْألف قَتله الفلاحون فِي قَرْيَة باتشا من عمل معرة نسرين ظلما وعدوانًا وَدفن بِالْجَبَلِ بِالْقربِ من تربة جده لأمه الخواجة اسكندر بن آيجق رَحمَه الله تَعَالَى
أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن أَحْمد نزيل طيبَة والمتوفى بهَا ابْن أَحْمد بن أَحْمد بن عمر بن أَحْمد ابْن أبي بكر بن أَحْمد الْعَبَّاس شهَاب الدّين الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ الْمَعْرُوف بالشوبكي الصَّالِحِي كَانَ من أفاضل الْحَنَابِلَة بِدِمَشْق وَكَانَ غزير الْعلم سريع الْفَهم حسن المحاضرة فصيح الْعبارَة وَفِيه تواضع وسخاء ولد بصالحية دمشق وَحفظ الْقُرْآن وَالْمقنع فِي الْفِقْه وَأخذ الْفِقْه وَغَيره عَن مُحَرر مَذْهَبهم الْعَلامَة مُوسَى الحجاوي الصَّالِحِي وَأخذ الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا من الْفُنُون عَن الشَّمْس مُحَمَّد بن طولون والملا محب الله والعلامة أبي الْفَتْح الشبستري والعلامة عَلَاء الدّين بن عماد الدّين والشهاب أَحْمد بن بدر الطَّيِّبِيّ الْكَبِير ثمَّ رَحل إِلَى مصر وَأخذ بهَا عَن الجلة من

1 / 280