Khulasat Athar
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر
Daabacaha
دار صادر
Goobta Daabacaadda
بيروت
وَقَوله
(ادعوا أَن خصره فِي انتحال ... فَلِذَا بَان قده الممشوق)
(وَأَقَامُوا الدَّلِيل ردفا ثقيلا ... قلت مهلا دليلكم مطروق)
وَله
(قَالُوا حَبِيبك أَمْسَى لَا تكَلمه ... وَلَا تميل لرؤيا وَجهه النَّضر)
(فَقلت أَمر دَعَاني نَحْو جفوته ... وَالْحب للقلب لَا للفظ وَالنَّظَر)
وَقَوله
(المشهدي لِسَانه ... قد فل كل مهند)
(أَن رام إنشاد ... القريض فَقل لَهُ يَا سَيِّدي)
يُشِير إِلَى قَول بَعضهم فِي قَول ابْن الشجري الْعلوِي
(يَا سَيِّدي وَالَّذِي يعيذك من ... نظم قريض يصدا بِهِ الْفِكر)
(مَا فِيك من جدك النَّبِي سوى ... أَنَّك لَا يَنْبَغِي لَك الشّعْر)
وَهَذَا ألطف فِي التَّعْبِير بمراتب من قَول مخلد الْموصِلِي وَهُوَ
(يَا نَبِي الله فِي الشّعْر ... وَيَا عِيسَى ابْن مَرْيَم)
(أَنْت من أشعر ... خلق الله إِن لم تَتَكَلَّم)
وَإِن كَانَ أَصله مَا قَالَه الثعالبي فِي كِتَابه الْمُسَمّى بالشكاية والتعريف إِذا كَانَ الرجل متشاعرًا غير شَاعِر قَالُوا فلَان نبى فِي الشّعْر يَعْنِي أَنه لَا يَنْبَغِي لَهُ ذَلِك وَقَالَ
(إِن كنت تَفْخَر يَا رقيع ... بِمَا زعمت من الشّرف)
(فَالله يدْرِي مَا تَقول ... وَلست إِلَّا ذَا سرف)
(أَنِّي أجل بني الرَّسُول ... من أَن تكون لَهُم خلف)
(وَإِذا قبلنَا مَا نقُول ... فَإِنَّهُم نعم السّلف)
وَمِنْه قَول أبي تَمام
(لئيم الْفِعْل من قوم كرام ... لَهُ من بَينهم أَبَد اغواء)
وَمن لطائف مضامينه البديعة قَوْله فِي شخص عابه بانحسار شعر رَأسه
(يعيبني أَن شعر الرَّأْس منحسر ... مني فَتى قد عرى من حلَّة الْأَدَب)
(وَلَيْسَ ذَلِك إِلَّا من ضرام هوى ... سرى إِلَى الرَّأْس مِنْهُ سَاطِع اللهب)
(أقصر عدمتك إِذا دَاء بمعبره ... فالعيب فِي الرَّأْس دون الْعَيْب فِي الذَّنب)
وَكتب مَعَ هَدِيَّة قَوْله
(أقبل هَدِيَّة مخلص ... فِي وده وثنائه)
(وأجبر بذلك كَسره ... واغنم جميل دُعَائِهِ)
وَمِمَّا ينخرط فِي هَذَا السلك قَول سعيد بن أَحْمد
(هديتي تقصر عَن همتي ... وهمتي تعلو على مَالِي)
1 / 279