Khulasat Athar
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر
Daabacaha
دار صادر
Goobta Daabacaadda
بيروت
نظارة البيمارستان ونظارة الْجَامِع الْأمَوِي وانتقد عَلَيْهِ أَنه بَاعَ بسط الْجَامِع الْأمَوِي وحصره وَأَنه خرب مدرسة الْمَالِكِيَّة بِالْقربِ من البيمارستان النوري وتعرف بالصمصامية وَحصل بِهِ الضَّرَر بمدرسة النورية ببعلبك فَقتل بِسَبَب هَذِه الْأُمُور هُوَ وناظر السليمية حُسَيْن فِي يَوْم الْخَمِيس رَابِع عشر شَوَّال سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَتِسْعمِائَة خنقًا مَعًا بدار السَّعَادَة بشاشيهما وعمامتاهما على رأسيهما ثمَّ نَشأ أَحْمد صَاحب التَّرْجَمَة بعد أَبِيه وَصَارَ كَاتب وقف الْحَرَمَيْنِ ثمَّ ناظره وَكَانَ حسن المحاضرة وَله مُخَالطَة مَعَ الْحُكَّام خُصُوصا قُضَاة الْقُضَاة وَعمر بَيْتا وحديقة بمحلة الجسر الْأَبْيَض من الصالحية وَكَانَ لَهُ حشمة وإنصاف فِي كثير من الْأُمُور وَجمع تَارِيخه الشَّائِع وَتعرض فِيهِ لكثير من الموَالِي والأمراء الْمُتَأَخِّرين وَسَماهُ أَخْبَار الدول وآثار الأول وَكَانَت وِلَادَته فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَتِسْعمِائَة وَتُوفِّي يَوْم الْخَمِيس تَاسِع عشري شَوَّال سنة تسع عشرَة بعد الْألف وَدفن بمقبرة الفراديس رَحمَه الله تَعَالَى
الأديب أَحْمد بن شاهين الفرسي الأَصْل الدِّمَشْقِي المولد الأديب اللّغَوِيّ الشَّاعِر المنشىء الْمَشْهُور أصل وَالِده من جَزِيرَة قبرس بِالسِّين الْمُهْملَة لَا بالصَّاد كَمَا يغلط فِيهِ الْعَوام جَزِيرَة بالبحر الشَّامي وَهُوَ من الْفَيْء الَّذِي أفاءه الله على الْإِسْلَام حِين فتحهَا فَاشْتَرَاهُ بعض الْأُمَرَاء وتبناه وَجعله من أجناد دمشق وَمكث بعد الْأَمِير يزْدَاد فِي الرّفْعَة حَتَّى صَار أحد الْأَعْيَان الْمشَار إِلَيْهِم بالتقدم وَولد لَهُ أَحْمد هَذَا وَنَشَأ وانتظم فِي سلك الْجند وَلما وَقعت الْفِتْنَة بَين عَليّ بن جانبولا ذُو العساكر الشامية وانْتهى الْأَمر إِلَى انهزام الْعَسْكَر الشَّامي وَقتل مِنْهُم من قتل وَأسر من أسر كَانَ الشاهيني من جملَة من أسر فِي تِلْكَ الْوَقْعَة وَلما أطلق من ربقة الْأسر اعتاض عَن الوشيج والحسام بالقراطيس والأقلام كَمَا قَالَ
(صبوت إِلَى حب الْفَضَائِل بَعْدَمَا ... تقلدت خطيا وصلت بلهذم)
(وَصَارَ مدادي من سَواد محاجري ... وَقد كَانَ محمرًا يسيل كعندم)
(ومارست من بعد الْقَنَاة يراعة ... كأبيض مصقول الْعَوَارِض لهذم)
وَلزِمَ الْحسن البوريني وَعمر الْقَارِي وَعبد الرَّحْمَن الْعِمَادِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِم من أَنْوَاع الْعُلُوم وتأدب بِأبي الطّيب الْغَزِّي وَعبد اللَّطِيف بن المنقار حَتَّى برع وَصَارَ أحد الْفُضَلَاء وَعين الْأَعْيَان وَكَانَ مليح الْعبارَة فِي الْإِنْشَاء جيد الفكرة حُلْو الترصيع لطيف الْإِشَارَة جوادًا ممدّحًا منشيًا بليغًا حسن التَّصَرُّف فِي النّظم والنثر وَكَانَ
1 / 210