قال الشيخ محيي الدين النواوي (١): وأنا أروي ثلاثة أحاديث مُسَلْسَلَة بالدِّمَشقِيين، وكالمسلسل باتفاق الصفة، كحديث الفقهاء فقيه عن فقيه "المتبايعان بالخيار".
قال ومن القسمين حديث أبي ذر: "يَا عِبَادِي كَلُّكُم ضَالٌّ إِلاَّ مَن هَدَيْته" الحديث مخرج في صحيح مسلم (٢)، وقع لي مسلسلًا باليد، ورويناه بإسناد كلهم دِمَشقيُون وأنا دِمَشْقِي، وهذا نادر في هذه الأزمان، وأفضل ذلك ما كان فيه دلالة على اتصال السماع، ومن فضيلة التَّسلسُل؛ اشتماله على مزيد الضبط.
زيادة الثقة:
معرفتها فَنٌ لطيف، قال ابن الصلاح (٣): ما انفرد به الثقة ثلاثة أقسام:
أحدها: أن يقع مخالفًا منافيًا لما رواه سائر الثقات، فهذا حكمه الرد كالشَّاذ وثانيها: أن لا يكون فيه منافاة ولا مخالفة أصلًا لما رواه غيره؛ كالحديث الذي تفرد برواية جملته ثقةٌ، ولم يتعرض فيه لِما رواه الغير بمخالفة أصلًا فهذا مقبول، وقد ادَّعى الخطيب (٤) فيه اتفاق العلماء عليه.
وثالثها: ما يقع بين هاتين المرتبتين؛ مثل زيادة لفظة في حديث لم يذكرها
_________
(١) ينظر التقريب مع التدريب (٢/ ١٨٩).
(٢) مسلم (٢٥٧٧).
(٣) مقدمة ابن الصلاح (ص ٢٥١).
(٤) الكفاية (ص ٤٢٤ - ٤٢٥).
1 / 62