202

Khawatir Khayal

خواطر الخيال وإملاء الوجدان

Noocyada

فاجنر :

نعم بحلقة نيبيلونجين ... ألا تعرف تانهوزر ولوهنجرين، سأرسل إليك موسيقاهما، وماذا تعمل أنت الآن؟

برليوز :

إنني أفكر في تلحين قصيدة كبيرة موسيقية وهي أهل طروادة، ليت شعري هل أعيش طويلا حتى أتمها؟ وهل تعلم أية مهنة أزاولها لأعيش؟ (ثم نهض قائما)

منذ ثلاث سنين سمعت في أحلامي نغمات سنفوني، كنت أحلم أني أكتبها، وفي الصباح استيقظت وتذكرت الجزء الأول، وأردت أن أشرع في كتابتها ثم قلت في نفسي: لو كتبت هذا الجزء لاضطررت أن أكتب الباقي ويستمر العمل مدى ثلاثة أو أربعة شهور ... وأضطر لترك تحرير القسم الموسيقي في الجرائد؛ فيقل دخلي، وحينما تنتهي السنفوني أطبعها بألف أو ألف ومائتي فرنك ثم أقيم حفلة لتوقيعها، فيغطي الإيراد نصف المصاريف فأقصر في عمل الواجب نحو زوجتي المريضة ودفع مصاريف مدرسة ولدي، فرميت القلم قائلا: «سأنسى غدا السانفوني.» وفي الليلة التالية عادت تطن في دماغي، فاستيقظت وكانت تأملات أمس تعاودني ثم نمت ثانية، ولما استيقظت في الصباح اختفت من مخيلتي كل ذكرى إلى الأبد!

فاجنر :

وا أسفاه! إن هذا شيء مؤلم كالانتحار أو الموت (فسالت الدموع من مآقي فاجنر وطفق يجفف نظارته المبللة بالعبرات) .

برليوز :

نعم، نعم، هذه بلادة مني ورخاوة، ولكن حينما تكون عندي زوج لا هي حية فترجى ولا هي ميتة فتنعى ويلزمها ثلاث نساء لخدمتها ويعودها الطبيب كل يوم وينقد أجره، وإذا كنت واثقا تمام الثقة بأني لا أجد بباريس بعد انتهاء أي مشروع موسيقي إلا نتيجة مشئومة فإنني لست الآن بليدا رخوا حينما تركت التلحين، بل كان عملي هذا إنسانية ومروءة.

فاجنر (باحترام) :

Bog aan la aqoon