Khawatir Khayal
خواطر الخيال وإملاء الوجدان
Noocyada
انقطعت للعلم بعد التخلص من بعلها، فكانت تقضي نصف النهار في دار الكتب السلطانية، والنصف الآخر في بيتها للكتابة والتأليف.
لم تكن كأترابها من الكاتبات مقتصرة على البحث السطحي في النسائيات، بل كانت ملمة بجانب عظيم من الفلسفة وعلم النفس والاجتماع والتاريخ والتاريخ الطبيعي والآداب الغربية، وكانت كاتبة قديرة مجيدة في اللغة الفرنسية، وقد صنفت خمسة مؤلفات باللغة الفرنسية وهي: (1) رقص الأموات - مطبوع. (2) روح الإنسان هو مقدار من كهرباء ومغناطيس الطبيعة المكتشفة. (3) وحدة الدين واللغة والمنشأ. (4) تولد المركبات من الاختلاط أو النمو التدريجي للطبيعة. (5) مدة وجود روح الإنسان وتأثير استدعاء الأرواح والتنويم المغناطيسي.
ومن محاسن الفقيدة أنها لم تر في حياتها متبرجة أو متعطرة أو لابسة زيا يخالف الآداب، بل كانت كالزاهدة، وكانت تقول لمن يعترض عليها من صديقاتها ما معناه:
أحمل رأسا قد سئمت حمله
وقد مللت دهنه وغسله
ألا فتى يحمل عني ثقله
حاولت المبكية أن تنشئ مجلة تنشر فيها مبادئها وأفكارها، ولم تترك وسيلة حتى عملتها ولكن لم يسمح لها.
إن من يلقي نظرة على كتابها رقص الأموات يراه منطويا على أدب جم وعواطف من نار وخيالات سامية وشعور نبيل يئن ويشفق لآلام الإنسانية.
وإنا نسرد للقراء جزءا من نتيجة الكتاب ليكونوا على بينة مما وضحناه:
أيها النيل المحبوب! يا من هو سميري في آلامي وسلواني في وحدتي، إنني أجد صدى روحي حينما أنصت إلى صوتك، تنفحني أحيانا نغمات لججك الشجية بالسعادة والأمل، ويخيل إلي وقت اضطراب أمواجك الهائجة المزبدة وتكسرها على الشواطئ أنها تبكي ماضيا لن يعود إلى الأبد، أو أنها تحتج على مظالم الناس واستبدادهم.
Bog aan la aqoon