فالتوت السكينة حتى صارت بمقدار البيت. ثم نادت: أن ابن على
مقدار ظلي. فالسكينة مقدار من الله، يلتوي وينتقص ويمتد بمقدار ما يريد الله . فهي حارس ما يورده الوحي ويورده الحق، وقائل ومسكن. فأي ريب ههنا مع هذا؟
(الفصل الحادي عشر) (إلقاء الشيطان ونسخ الرحمن)
قال له قائل: أفليس للعدو مع هذا سبيل؟
قال: سبيله ههنا، كسبيله في الوحي. أليس الله قد ابتلى الرسل بذلك؟ فهل ترك الله ذلك الأمر في لبس؟ أليس قد نسخ ما ألقى الشيطان، فأحكم آياته؟ وإنما كان ذلك مرة واحدة، وقال (عز وجل) في تنزيله: {وما أرسلنا من قبلك من رسول الله ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته} فكان ابن عباس، رضي الله عنهما، يقرؤها: {ولا محدث} ويخبر أن ذلك كان مما يتلى ثم ترك. حدثنا بذلك الجارود. وحدثنا سفيان ابن عيينة عن عمر بن دينار عن ابن عباس رضي الله عنهما!
Bogga 36