6
على أنا نقف هنا فيما كنا نريد أن نقول على الكون والفساد وعلى الاستحالة أيضا؛ لنوضح ما إذا هي تكون أو لا تكون، وكيف تكون.
هوامش
الباب الخامس
علينا أيضا أن نتكلم على النمو، وأن نقول فيماذا يختلف النمو عن الكون وعن الاستحالة، وكيف يمكن الأشياء التي تنمو أن تنمو والتي تنقص أن تنقص.
1
يلزم إذن أولا أن نفحص ما إذا كان الفرق بين هذه الظواهر بعضها والبعض الآخر ينحصر فقط في الموضوع الذي تتعلق به. إن تغيرا يقع من موجود إلى موجود آخر، مثلا من الجوهر بمجرد القوة إلى الجوهر بالفعل وبالكمال هل هو كون وتولد؟ والتغير الذي يقع في العظم هل هو نمو ونقص؟ أو ذلك الذي يحصل في الكيف هل هو استحالة؟ ولكن الظاهرتين الأخيرتين اللتين ذكرناهما أليستا دائما تغايير أشياء تمر من القوة إلى الفعل والكمال؟ أو أيضا أليست طريقة التغير هي التي تختلف؟ وحينئذ الشيء الذي يستحيل بمنزلة الشيء الذي يتولد ويصير، لا يظهر أنه يجب لهما التغير بالمكان لزوما. ولكن الذي ينمو والذي يذبل يجب أن يتغير بالحيز تغيرا مخالفا لتغير الشيء الذي يتحرك في الأين.
2
لأن الشيء المتحرك في الأين يغير مكانه بكليته في حين أن الذي ينمو لا يتغير إلا كشيء ينزلق ويمتد. والموضوع وهو باق في مكانه أجزاؤه وحدها تغير مكانها، ولكن هذا ليس كحال أجزاء الكرة الدائرة على نفسها؛ لأن هذه الأجزاء تغير محل جسم الكرة كله مع بقائه في الحيز بعينه. وعلى الضد من ذلك أجزاء الجسم النامي تشغل حيزا أكثر فأكثر كما أن أجزاء الجسم الذابل تشغل حيزا أقل فأقل.
3
Bog aan la aqoon