اشتهر إكسينوفان بأنه كان رئيسا لمدرسة إيليا، وهذا هو المجد الذي يسند عادة إليه، وإن كان أفلاطون في الفقرة الوحيدة التي ذكر فيها إكسينوفان يشير - فيما يظهر - إلى أن مدرسة إيليا أقدم منه (السفسطائي ص241 من ترجمة كوزان وص119 ب44 من الطبعة الإغريقية في طورينو سنة 1839). لما نفي إكسينوفان من وطنه كولوفون إلى يونيا آسيا الصغرى يظهر أنه هاجر إلى صقلية واحتمى فيها بمدينة زنكل ثم بقطنة، ثم ذهب إلى إيليا التي كان قد أسسها حديثا الفوكيون سنة 536 قبل الميلاد على شواطئ إغريقا الكبرى وعلى بحر طرهينيا، وأنشأ فيها هو نفسه هذه المدرسة التي اشتهرت بها تلك المدينة الجديدة، ولا يدرى أمات بها أم رجع إلى كولوفون. والظاهر أنه عمر طويلا متى سلم بصحة ما نقل إلينا من بعض أبيات يقول فيها:
7
إن سنه أربت على الثانية والتسعين. وفي الحق إن هذه الأبيات يمكن أن تفسر بمعنى آخر تدل به على أن إكسينوفان كانت سنه وقتئذ سبعة وستين عاما، وأن الحوادث التي قيل فيها الشعر حصلت حين لم يبلغ عمره إلا خمسة وعشرين؛ فإنه يقول: «إذا صح أني أستطيع الكلام على هذه الأشياء بصورة مضبوطة.» يقول ديوجين اللايرثي: إنه ظهرت آثاره نحو السادسة والستين أولمبية؛ يعني نحو السنة 540، وبفرض أنه كانت سنه في هذا الحين 45 أو 50 سنة، فيكون ميلاده متأخرا قليلا عما يفترض له؛ إذ يقال: إنه ولد سنة 617 قبل الميلاد.
وإن ما يحمل على الظن بأن ميلاد إكسينوفان يجب أن يكون أقرب من ذلك هو أنه استشهد بفيثاغورث
8
الذي ربما قبل آراءه في التناسخ. ولقد نعلم بشهادة شيشيرون الصريحة (الجمهورية ك2 ب15) أن فيثاغورث لم يأت سيباريس وقروطون إلا في سنة 62 أولمبية؛ أي السنة الرابعة من حكم طرخان العظيم؛ أعني سنة 530، أفيكون من المحتمل أن إكسينوفان تكلم عن فيثاغورث وهو حي بما تكلم به. وحينئذ ألا يلزم عليه أن ينزل بالعصر الذي عاش فيه وبميلاده إلى أنزل من ذلك. وإليك هذه الأبيات:
لما رأى ذات يوم كلبا يضربه بالسوط صاحبه
أخذته الشفقة بهذا الكائن الشقي
فقال: لا تضرب تلك هي روح صديق
تعرفته بسماع صراخه.
Bog aan la aqoon