الثنوية: التأثير للنور والظلمة
وكالثنوية: ينسبون التأثيرات ويضيفونها إلى اثنين وهما النور والظلمة، وكل خير فمن النور بطبعه ولا يقدر على خلافه، وكل شر فمن الظلمة بطبعها ولا تقدر على خلافه، وكذلك قالت المجوس في يزدان ويعنون به الباري تعالى وإهرمن ويعنون به الشيطان.
فهذه تفاصيل مقال أهل الإلحاد، وإنما تعرضنا لذكرها ليتضح للناظر ويظهر له معنى كلام المؤلف عليه السلام في الاستدلال على إثبات الصانع تعالى، وبطلان تلك التخيلات الفاسدة، والأوهام الشاردة عن واضح الدليل، والله يهدي إلى سواء السبيل ولله القائل:
ونذيمهم وبهم عرفنا فضلهم .... وبضدها تتبين الأشياء
قال عليه السلام:[ فإن قيل لك: بم ]، أصلها ما الاسمية وترد في الخطاب تارة للاستفهام والسؤال عن ماهية الشيء أو سببه، وتارة للإخبار عن عظم الشيء وكثرة كميته، ثم أدخل عليها حرف الجر فإن كانت استفهامية حذفت ألفها نحو: {فيم أنت من ذكراها} [النازعات:43]، {فبما رحمة من الله لنت لهم} [آل عمران:159]، {عم يتساءلون } [النبأ:1]، وكما ذكر في المختصر، وإن كانت خبرية أبقيت الألف على حالها نحو {مما خطيئاتهم} [نوح:25]، {بما قدمت يداك} [الحج:10]، {جزيناهم بما كفروا } [سبأ:17].
Bogga 44