وبعد فيقال لهم: هل يصح من الله تعالى ويحسن أن يبعث رسلا يدعون إلى تكذيب الرسل الذين دعوا إلى الإيمان به وبكتبه واليوم الآخر والجنة والنار أم لا؟ إن قالوا: بالأول، فقد أحالوا وعطلوا وخرجوا عن الدين وجوزوا صدق قول الملحدين وجمعوا بين النقيضين للزوم صدق كل من الرسل، وإن قالوا: لا. نقضوا علتهم، فلا محيص لهم من القول بأن ذلك يقبح منه تعالى وإن كان غير منهي ولا مربوب ولا مملوك.
وإذ قد نجز غرضنا من الكلام فيما ينبني عليه العدل، فلنأخذ في تفصيل مسائله اللازم معرفتها.
I
Bogga 371