Kashif Amin
الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين
Noocyada
قال عليه السلام [ فبين ] سبحانه وتعالى بالآيات المذكورات وغيرها من الآيات الدالة على التوحيد [ أن هذا الخلق يشهد بإله واحد، ] وهو الله تعالى لا غيره [ وأنه ليس هناك ] أي في السماوات والأرضين وما بينهما من أصناف العالم فليس فيه [ خلق ثان يشهد بإله ثان، وهذا واضح، فإن هذا العالم ] وهو اسم شامل لكل ما عدا الله سبحانه وتعالى من السماوات والأرضين وما بينهما من جميع المخلوقات الجن والإنس والملائكة وجميع الحيوانات والنبات وكل شيء سوى الله تعالى [ دليل على إله واحد ] لا شريك له [ وهو الذي أرسل الرسل، وأوضح السبل ].
وقد أشار عليه السلام إلى دليل يذكر في المسألة غير دليل التمانع المذكور، وتحريره: أن يقال: لو كان ثمة إله آخر مع الله تعالى لوجب أن يدل على نفسه ولرأينا فعله متميزا عن فعل غيره، ومعلوم أنه لم يقع ذلك فلما لم يقع دل على عدمه، وقد تضمن هذا الدليل قول أمير المؤمنين وإمام المتكلمين مخاطبا لولده الحسن عليهما السلام: وأعلم يا بني أنه لو كان لربك ثان لأتتك رسله، ولرأيت آثار صنعه وملكه وسلطانه، ولكنه إله واحد لا شريك له، أو كما قال صلوات الله عليه.
دليل آخر ذكره الحسين بن القاسم عليهما السلام حكاه عنه شيخنا صفي الإسلام رحمه الله تعالى وهو: أنه لو كان مع الله تعالى إله ثان لم يخل إما أن يكونا مجتمعين أو مفترقين وأيهما كان لزم الحدوث، فلا يصح أن يكون معه تعالى إله غيره.
Bogga 338