299

Kashif Amin

الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين

قلت: أما الثمرة في ذلك والله أعلم، فلأنها لو لم تلاحظ فيها معنى غير لصار تقدير الكلام {لو كان فيهما آلهة{ ليس فيها الله {لفسدتا{ لكن فيهما آلهة معها الله فلم تفسدا، لأن لو تفيد امتناع مدخولها المثبت المقيد على حسب ما هو عليه من القيد وثبوته من دون القيد أو انتفاءه رأسا، ثم يترتب الجواب في الاستثناء بعدها بلكن بنقيض المذكور في جوابه لو جاءني زيد إلا راكبا، أو راكبا، أو غير راكبا لأكرمته، لكنه جاءني راكبا فلم أكرمه في الأول والثالث، أو لكنه جاءني غير راكب فلم أكرمه في الثاني، أو لكنه لم يجئني فلم أكرمه إن انتفى المجيء من حيث هو، ووزان ما نحن فيه من معنى الآية الكريمة هو، الأول لأنك استثنيت الإكرام حال مجيئه راكبا إن ثبت المجيء، فينتفي الإكرام من حال مجيئه راكبا أو لو عدم المجيء بأصله، فكذلك الآية لو لم يكن في إلا معنى غير وهو الوصفية، فينتفي الفساد في صورتين إذا ثبتت آلهة معها الله أو انتفى الجميع ويكون هذان المعنيين معلومي البطلان ولا يندفعان إلا بالقول بأن إلا ملاحظ فيها معنى غير وهو الوصفية أو هي بمعناها وهو الوصفية قيل فيها ذلك، وصار تقدير الكلام حينئذ: لو كان فيهما آلهة غير الله لفسدتا، لكن ليس فيهما آلهة إلا الله فلم تفسدا.

وأما الفرق بين كلام الزمخشري حيث قال وصفت الآلهة بإلا كما توصف بغير لو قيل غير الله، وبين كلام أحمد أن معناه لو كان فيهما آلهة غير الله شركاء لله فربما يتوهم من ليس له تأمل ومعرفة بموارد الألفاظ أن ليس بينهما فرق ومعنى باهر، وذلك أن في عبارة الزمخشري يستفاد معنيان باهران ومطلوبان زاهران:

Bogga 330