Kashif Amin
الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين
Noocyada
وغدا وقد نال المنى من بعد أن .... زال العنا قد حل فوق سماكها ثم أخذ عليه السلام في الاستدلال على أنه تعالى لا ثاني له في الإلهية بدليل العقل، وأردفه فقال [ لأنه ] والضمير يعود إلى الشان [ لو كان معه ] سبحانه وتعالى [ إله ثان لوجب ] لهذا الإله الثاني المفروض [ لهذا الذي اختص بها، ] ولعل صواب العبارة الذي اتصف بها لأنه مع تقدير وجود الثاني واتصافه بها لا اختصاص، لكنه قد تسومح عند أهل الفن أن يريدوا بالاختصاص مطلق الاتصاف فلا مشاححة، والحد الذي اتصف بها هو أنه قادر على جميع المقدورات عالم بجميع أعيان المعلومات، حيا دائما لم يزل ولا يزول ويكون ذلك لذاته كما مر تحقيق جميع هذه الأطراف [ ولو كان كذلك لكان ] الإله الثاني المفروض ثبوته [ على ] كل [ ما قدر عليه ] الله سبحانه [ قادرا، ] فيكون كل مقدور لله سبحانه مقدورا لهذا الإله الثاني لأن كلا منهما والحال ما ذكر قد صار قادرا لذاته فلا يختص بمقدور دون مقدور.
ويرد هاهنا سؤال تنهد له أركان هذا الاستدلال ويضعف معه التعويل على مجرد الإجمال حتى يعرف جوابه بالتحقيق والاستقصار وهو أن يقال: إن من أصولكم أو أكثركم إحالة مقدور بين قادرين، فلم جعلتم الاستدلال هاهنا مبنيا على صحته فقلتم: لو كان ثمة إله ثان لكان قادرا على جميع ما قدر عليه الله، وهلا قلتم: إن هذا التقدير محال، ومع تقدير كونه محالا فغاية الدلالة أن هذا العالم مقدور لله تعالى فلا دلالة في هذا الدليل على نفي إله ثان ومقدور ثان، فلا يتم الدليل المذكور لمطلوبكم؟.
Bogga 324