فلا خلاف أن الآية واردة مورد المدح له تعالى ولأن أول الكلام مدح وهو قوله تعالى: {بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة { الآية{الأنعام:101]، وآخره مدح أيضا وهو قوله تعالى: {وهو اللطيف الخبير{، فيجب أن يكون المتوسط مدحا وهو قوله تعالى : {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار {، وإلا لزم أن يتوسط ما ليس بمدح بين أوصاف المدح وهو مستهجن عند أهل العربية فلا يصح في كلام الحكيم، وهذا لا ينكره الخصوم ولكنهم زعموا: أن وجه التمدح في ذلك من حيث أنه تعالى لا تحيط به الأبصار لا من حيث أنها لا تدركه وتراه.
Bogga 282