Kashif Amin
الكاشف الأمين عن جواهر العقد الثمين
Noocyada
اعلم أن الصفة والوصف يستعملان في اللغة بمعنى واحد، وهما مصدران عبارة عن قول الواصف المتضمن نسبة ما أفاده اللفظ إلى الموصوف يقال: وصفه يصفه وصفا، وصفه كوعده يعده وعدا وعدة، وكوزنه يزنه وزنا وزنة، وسواء كان ذلك القول صادقا في الموصوف بأن كان ذلك المعنى ثابتا له، كقولك: زيد كريم. مع حصول الكرم منه، أم كان كاذبا. كقولك: زيد كريم. مع عدم حصول الكرم منه، فإن الكل يقال له وصف في أصل اللغة، وقوله تعالى: {ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون} [المؤمنون:91]، وفي عرف اللغة: ما أفاده قول الواصف كالكرم مثلا الذي أفاده قولك زيد كريم، وكالشجاعة والعلم في قولك: زيد شجاع عالم، وأما في اصطلاح المتكلمين فقد اختلفوا في ذلك، فمن ذهب منهم إلى أن صفات الباري سبحانه وتعالى ذاته. فرق بين الصفة شاهدا أو غائبا، ففي الشاهد هي ما أفاده قول الواصف وهو المعنى القائم بالموصوف كالكرم والشجاعة والعلم فلا فرق عندهم بين الحقيقة العرفية والاصطلاحية شاهدا، وأما غائبا فلا تحد عندهم بحد ولا تحقق بماهية إذ هي ذاته عز وجل وذاته تعالى لا تحد إذ لا تدخل تحت جنس فتفصلها عن غيرها بالنوع، ذكر معنى ذلك سيد المحققين قدس الله روحه.
Bogga 178