Kashifka Murugada
كشف الغمة
بفرقانهم، والله ما من آية نزلت في بر أو بحر، ولا سهل ولا جبل، ولا ليل ولا نهار، إلا وأنا أعلم فيمن أنزلت، وفي أي شيء نزلت،
وفي هذا القول إشارة إلى علمه (عليه السلام) بهذه الكتب المنزلة.
وأما تفصيل العلوم فمنه ابتداؤها وإليه تنسب
أما علم الكلام: فالقائم بها الأشاعرة والمعتزلة والشيعة والخوارج، هؤلاء أشهر فرقهم وأئمة هذه الطوائف إليه (عليه السلام) يعتزون.
أما المعتزلة: فينسبون أنفسهم إليه. وأما الأشاعرة فإمامهم أبو الحسن [1] كان تلميذا لأبي علي الجبائي، وكان الجبائي ينسب إليه. وأما الشيعة فانتسابهم إليه ظاهر.
وأما الخوارج فأكابرهم ورؤساؤهم تلامذة له.
فإذا كان علماء الإسلام وأئمة علم الأصول ينتسبون إليه كفى ذلك دليلا على غزارة علمه، وأقصى المطالب في علم الأصول علم التوحيد، والعلم بالقضاء والقدر والعلم بالنبوة والعلم بالمعاد والبعث والآخرة، وكلامه (عليه السلام) يشهد بمكانه من هذه العلوم ومعرفته بها، وبلوغه فيها ما تعجز الأوائل والأواخر، فمن تدبر معاني كلامه وعرف مواقعه علم أنه البحر الذي لا يساحل، والحبر الذي لا يطاول.
وأما علم الفروع: فهو ينقسم إلى قسمين: قسم يتعلق بالأحياء، وهو أنواع من الأحكام وغيرها، وقسم يتعلق بالأموات وهو علم الفرائض، وقسمة التركات، وبهذا الاعتبار
سمى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الفرائض نصف العلم، حيث قال: تعلموا الفرائض وعلموها فإنها نصف العلم، وهو أول من ينزع من أمتي،
وعلي (عليه السلام) قد تسنم هذه الذرى [2]، وفضل فيها جميع الورى، فاسمع به وأبصر فلا تسمع بمثله غيره ولا ترى، واهتد إلى اعتقاد فضله بناره فما كل نار أضرمت نار قرى، واعلم يقينا أنه في علومه كالبحر، وفي سماحه كالغيث، وفي بأسه كليث الشرى [3].
أما الفرائض وقسمة التركات: فقدمه فيها ثابتة، ونكتفي بذكر ما وقع منها فمن ذلك
المسألة المعروفة بالدينارية وشرحها أن امرأة جاءت إليه (عليه السلام) وقد وضع رجله فى
Bogga 143