أشراف قريش إلى أبي سفيان، وقالوا: جهز بهذا الربح جيشا إلى محمد، فقال: نعم، أنا أول من أجاب إلى ذلك، وبنو عبد المطلب معى، وكان المال ألف بعير، وخمسين ألف دينار، فباعوها، وسلموا لأهلها رؤوس أموالهم، وعزلوا الأرباح، وبعثوا إلى الأعراب يستنصرونهم، فخرجوا من مكة، ومعهم نسوة تذكرهم قتلى بدر، ليجدوا في الحرب.
وكتب العباس خبرهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكان عددهم ثلاثة آلاف، ومعهم سبعمائة درع ومائتا فارس، وثلاثة آلاف بعير، فنزلوا بذى الحليفة، وأقاموا الأربعاء والخميس والجمعة.
فاستشار النبى أصحابه للقتال، ودعا عبد الله بن أبى سلول، ولم يدعه قط قبلها، فاستشاره، فقال عبد الله وأكثر الأنصار: يا رسول الله، أقم بالمدينة، فوالله ما خرجنا منها إلى عدو قط، إلا وأصاب منا، ولا دخل علينا إلا أصبنا منه، فكيف وأنت فينا، فأعجب النبي هذا الرأي.
وقال بعض الصحابة: إخرج بنا يا رسول الله، إلى هذه الأكلب، لا يرون أنا جبنا عنهم. وأتاه النعمان بن مالك الأنصارى(1، فقال: يا رسول الله، لا تحرمنى الجنة، فو الذى بعثك بالحق لأدخلن الجنة، فقال له: صدقت. ثم قال: إني
Bogga 344