300

Kashf al-Zuyuf

كواشف زيوف

Daabacaha

دار القلم

Daabacaad

الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٤١٢ هـ - ١٩٩١ م

Goobta Daabacaadda

دمشق

Noocyada

تطورت المادة حتى ظهرت فيها كائنات حية؟.
فَمَوْقف المفكر الإسلامي من هذا الموضوع، يَتَلخَّص بما يلي:
إن النصوص الدينية تكشف لنا أن الحياة سر من أسرار الخالق، ونفخة ربّانية روحيّة في المادة.
فالحياة ليست نتاج المادة، بل المادّ وعاء لها.
لقد خلق الله جسم آدم من الطين، ولمّا سواه نفخ فيه من روحه، فصار إنسانًا حيًا، بعد أن كان مادة ميتة.
وبعد أن يعلق الجنين في رحم أمّه، يُجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا نطفة، ثمّ يكون علقة مثل ذلك، ثمّ يكون مضغة مثل ذلك، ثمّ يُرسَل إليه الملَك فيُنفخ فيه الروح.
وعندئذ تدبّ فيه الحياة الإنسانية.
وحين أراد الله أن يخرق سنته في خلق عيسى ﵇ من أم بدون لقاح أب، أرسل إلى أمه مريم الملك، فتمثل لها بشرًا سويًا، قالت: إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيًا، قال: إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلامًا زكيًا.
وتم تكوين الغلام في بطنها بنفخة كان بها إنسانًا.
قال الله تعالى في سورة (التحريم/٦ مصحف/١٠٧ نزول):
﴿وَمَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبَّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ﴾ .
وحين أعطى الله عيسى ﵇ معجزة إحياء ما يصنع من الطين على هيئة الطير جعل في نفخته فيها سرّ الحياة.
مزاعم المادّيين
ويزعم أصحاب الفكر المادي أن الحياة من ظواهر التطور في المادة، فالحياة وما يتبعها من صفات الإحساس والإدراك والفكر والعواطف

1 / 324