Jawhar Shaffaf
الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف
Noocyada
وعن ابن عباس: أنه نعى إليه أخوه قثم وهو في سفر فاسترجع وتنحى عن الطريق وصلى ركعتين أطال فيها الجلوس ثم قام إلى راحلته وهو يقرأ واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها تعني الصلاة الكبيرة أي الشاقة إلا على الخاشعين فإنها لا تقبل عليهم لأنهم يتوقعون ما ادخر للصابرين على متاعبها فتهون عليهم لأن من توقع حصول الثواب وظن ملاقته هانت عليه المشاق وسهلت عليه الأمور ومن لم يوقن بالجزاء ولم يرج الثواب كانت عليه مشقة خالصة ومن ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم: وجعلت قرة عيني في الصلاة وكان يقول يا بلال روجنا {الذين يظنون} أي: يعلمون ويستيقنون {أنهم ملاقوا ربهم} أي: أنهم مبعوثون وأنهم محاسبون {وأنهم إليه راجعون} أي: إلى ثوابه وجزائه فهم مصدقون بالبعث والحساب {يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين} أي: أعطيتكم الزيادة على عالمي زمانكم وجعلت أكثر الأنبياء منكم مع كثرة النعم عليكم وقال فضلتكم ولم يكن التفضيل إلا للأباء لأن فيما أعطى الأباء شرفا للأبناء وذلك مشهور في العادة والمراد تفضيلهم على عالمي زمانهم فقط لأن أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم أفضل الأمم {واتقوا يوما} أي: احذروا واخشوا عقاب يوم {لا تجزي نفس عن نفس شيئا} أي: لا تغني عنها شيء من الحقوق ومن قرا لا تجزي بالضم فمعناه لا تغني عنها شيء ومعنى التنكير أن نفسا من الأنفس لا تجزي عن نفس منها شيئا من الأشياء.
قال رضي الله عنه: وهذا هو الاقناط الكلي القطاع للمطامع {ولا تقبل منها شفاعة} أي: لا يكون شفاعة فتكون لها قبول أو إن جاءت بشفاعة شفيع لن تقبل وذلك لأن اليهود كانوا يقولون أن آبائهم الأنبياء يشفعون لهم فأيسهم الله عن ذلك {ولا يأخذ منها عدل} أي: فداء لأنه معادل للمفدي {ولا هم ينصرون} أي: لا ناصر لهم لمنعهم من عذاب الله.
Bogga 54