Jawhar Shaffaf
الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف
Noocyada
وقلنا ياآدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين(35)فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين(36)فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم(37) {وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة} أي:اتخذاها مأوا ومنزلا {وكلا منها رغدا} أي: أكلا واسعا رافها ما شئتما إذا شئتما {حيث شئتما} أي: من أي مكان شئتما منها، على وجه التوسعة البالغة، حتى لم يخطر عليها بعض الأكل ولا بعض المواضع الجامعة للمأكولات من الجنة، حتى لا يبقى لهما عذر في التناول من شجرة واحدة من بين أشجارها الكثيرة، {ولا تقربا هذه الشجرة} أي: لا تحوما حولها بالأكل منها وهي الحنطة وقيل: الكرمة، وقيل: تنبيه {فتكونا من الظالمين} أي: فتصيران العاصين الذي وضعوا أمر الله غير موضعه وظلموا أنفسهم بمعصيته، {فأزلهما الشيطان عنها} يعني: الشجرة فحملهما الشيطان على الزلة بسببها وقيل: أزلهما عن الجنة بمعنى نجاهما وأذهبهما عنها وبعدهما {فأخرجهما مما كان فيه} من النعيم والكرامة ولين العيش ويوصل إلى أزلالهما أو وسوسته لهما بعد خروجه، لأنه يجوز أن يدخلها بعد خروجه على جهة الوسوسة لآدم وحواء، وقيل: كان يدنوا من السماء فيكلمها وقيل: قام عند الباب فنادى وروي أنه أراد الدخول فمنعته الخزنة، فخل في فمي الحية حتى دخلت به {وهم لا يشعرون} . {وقلنا} لآدم وحواء وإبليس والحية {اهبطوا} أي: انزلوا إلى الأرض {بغضكم لبعض عدو} يعني العداوة التي بين آدم وحواء والحية، وذرية آدم من المؤمنين وإبليس ويعني ما عليه الناس من التعادي والتباغي وتضليل بعضهم لبعض، {ولكم في الأرض مستقر} أي: موضع قرار{ومتاع إلى حين} أي: ما تتمتعون به مما تنبته إلى حين الموت{فتلقى آدم} أي: أخذ وتلقن {من ربه كلمات} وهو قوله {ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننا من الخاسرين} .
Bogga 48