277

Jawhar Shaffaf

الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف

وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم(126)ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين(127) ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون(128)

{وما جعله الله} إي: إمدادكم بالملائكة {إلا بشرى لكم} إلا بشارة لكم لأنكم تنصرون {ولتطمئن قلوبكم به} أي: تسكن كما كانت السكينة لبني إسرائيل بشارة بالنصر وطمأنينة لقلوبكم {وما النصر إلا من عند الله} لا من عند المقاتلة إذا تكاثروا ولا من عند الملائكة والسكينة، ولكن ذلك مما يقوي به الله النصرة ويربط به قلوب المجاهدين {العزيز} الذي لا يغالب حكمه [12] {الحكيم} الذي يعطي النصر ويمنعه لما يرى من المصلحة {ليقطع طرفا من الذين كفروا} أي: يهلك طائفة منهم بالقتل والأسر، وهو ما كان يوم بدر من قتل سبعين وأسر سبعين من رؤساء قريش وصناديدهم {أو يكبتهم} يحزنهم ويغيظهم بالهزيمة {فينقلبوا خائبين} غير ظافرين بمطلوبهم {ليس لك من الأمر شئ} معناه: أن الله مالك أمرهم فإما أن يهلكهم أو يهزمهم أو يتوب عليهم، لن يسلموا {أو يعذبهم} إن أصروا على الكفر وليس لك من أمرهم شئ إنما أنت عبد مبعوث لإنذارهم ومجاهدتهم وقيل شجه عتبة ابن أبي وقاص يوم أحد فكسر رباعيته، فجعل يمسح الدم عن وجهه وسالم مولى أبي حذيفة يغسله وهو يقول : ((كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدم)) وهو يدعوهم إلى ربهم، فنزلت وقيل أراد أن يدعوا عليهم فنهاه الله لعلمه أن فيهم من يؤمن، {فإنهم ظالمون} أي: مستحقون للعقوبة بظلمهم.

Bogga 338