Jawhar Shaffaf
الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف
Noocyada
لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون(111) ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون(112) {لن يضروكم إلا أذا} أي: لم يضروكم أهل الكتاب إلا ضرارا مقتصرا على أذى يقول من طعن في الدين أو تهديد لكم {وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار} منهزمين ولا يضروكم بقتل أو أسر {ثم لا ينصرون} لا يكون لهم نصر من أحد، ولا يمنعون منكم وفيه تثبيت لمن أسلم منهم لأنهم كانوا يؤذونهم بالتلهي والتوبيخ والتضليل وإخبارا بأنهم لا يقدرون على تجاوز الأذى بالقول، إلى ضرر يبالي به مع أنه وعدهم الغلبة عليهم والانتقام منهم وأن عاقبة أمرهم الذل والخذلان وكان كما أخبر من قال بني قريضة والنضير وبني قينقاع ويهود خيبر {ضربت عليهم الذلة} أي: ضربت على اليهود الذلة أي الذل والصغار، ومعنى ضربها عليهم أنها محيطة بهم، لا يخرجون عنها {أينما ثقفوا} أي: حيثما وجدوا والثقف الوجود مع القدرة على الموجود، {إلا بحبل من الله وحبل من الناس} أي: إلا بذمة من الله وذمة من المسلمين، والمعنى ضربت عليهم الذلة في عامة الأحوال إلا بحال اعتصامهم بحبل من الله وحبل من الناس يعني ذمة الله وذمة المسلمين، أي: لا عز لهم قط إلا بهذه الواحد وهي التجائهم إلى الذمة لما قبلوا من الجزية، {وباءوا بغضب من الله} أي: صاروا أحقاء بغضب من الله واستوجبوه {وضربت عليهم المسكنة} كما يضرب البيت على أهله، وهم ساكنون في المسكنة غير ضاعنين عنها، وهم اليهود عليهم لعنة الله وغضبه {ذلك} يعني ضرب الذلة والمسكنة والبواء بغضب من الله أي: الاستحقاق له{بأنهم يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك} أي: ذلك كان بسبب كفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير شبهة عندهم أنهم لا ذنب لهم إليهم إلا دعائهم إلى ما يصلحهم ثم قال[7{{ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون} ذلك كائن لسبب عصيانهم لله واعتدائهم لحدوده ليعلم أن الكفر وحده ليس بسبب في استحقاق سخط الله وأن سخط الله يستحق بركوب المعاصي كما يستحق بالكفر.
Bogga 327