266

Jawhar Shaffaf

الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف

وعن ابن مسعود: هو أن يطاع فلا يعصى، ويشكر فلا يكفر ويذكر فلا ينسى، وقيل هو أن لا تأخذه في الله لومة لائم، ويقوم بالقسط ولو على نفسه أو أمه أو أبيه، وقيل: لا يتقي الله عبد حق تقاته حتى يجرون لسانه {ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} معناه: ولا تكونن على حال سوى حال الإسلام، إذا أدرككم الموت لأنه يجوز في كل طرفة عين {واعتصموا بحبل الله جميعا} الاعتصام بحبل الله تنفيذ للاستعانة به، والوقوف بجانبه، ويجوز أن يكون الحبل استعارة لعهد الله الذي عهد إلى عباده من الإيمان به والمعنى: واجتمعوا على استقامتكم بالله ووثوقكم به واجتمعوا على التمسك بعهده إلى عباده وهو الإيمان والطاعة أو بكتابه لقوله -صلى الله عليه وآله وسلم: ((القرآن حبل الله المتين لا تنقضي عجائبه ولا تخلق عن كثرة الرد من قال به صدق ومن عمل به رشد، ومن اعتصم به هدي إلى صراط مستقيم ولا تفرقوا عن الحق بوقوع الاختلاف بينكم كما اختلف اليهود والنصارى أو كما كنتم متفرقين في الجاهلية متدابرين يعادي بعضكم بعضا ويحاربه، أو لا تحدثوا ما يكون فيه التفرق)) ويزول معه الاجتماع {واذكروا نعمة الله إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا} كانوا في الجاهلية بينهم الإحن والعداواة والحروب المتواصلة، فألف الله بين قلوبهم بالإسلام وقذف فيها المحبة، فتحابوا وتواثقوا وصاروا إخوانا متراحمين قد نظم بينهم وزال الاختلاف وهو الأخوة في الله وقيل: هم الأوس والخزرج كانا أخوين لأب وأم، فوقعت بينهم العداوة وتطاولت الحروب مائة وعشرين سنة إلى أن أطفأ الله ذلك بالإسلام وألف بينهم برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم {وكنتم على شفا حفرة من النار} أي: مشفين على أن تقعوا في نار جهنم لما كنتم عليه من الكفر، {فأنقذكم منها} بالإسلام والضمير للحفرة وللنار، وشفا الحفرة حرفها، {كذلك} أي: مثل ذلك البيان البليغ، {يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون} أي: أراد أن تزدادوا هدا.

Bogga 320