Jawhar Shaffaf
الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف
Noocyada
فإن تولوا فإن الله عليم بالمفسدين(63) قل ياأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون(64)ياأهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون(65) {فإن تولوا} أي: أعرضوا عنك وعن إجابتك إلى الإسلام {فإن الله عليم بالمفسدين} وعيد لهم {قل يا أهل الكتاب} أراد أهل الكتابين وقيل: وفد نجران وقيل يهود المدينة {تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم} أي: مستوية لا يختلف فيها القرآن والتوراة والإنجيل {أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا} هذه هي الكلمة التي أمر أن يدعوهم إليها {ولا يتخذ بعضنا بعضا[157{أربابا من دون الله} يعني: تعالوا إليها حتى لا نقول عزير ابن الله ولا المسيح ابن الله، إن كل واحد منهما بعضنا وبشر مثلنا ولا نطيع أحبارنا فيما أحدثوا من التحريم والتحليل من غير رجوع إلى ما شرع الله.
وعن عدي بن حاتم: ما كنا بعدهم يا رسول الله قال: ((أليس كانوا يحلون لكم ويحرمون فتأخذون بقولهم قالوا نعم قال: هو ذلك)) وعن الفضل لا أبالي أطعت مخلوقا في معصية الخالق، أو صليت لغير القبلة {فإن تولوا} عن التوحيد {فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون} أي: لزمتكم الحجة ووجب عليكم أن تعترفوا وتسلموا بأنا مسلمون دونكم ويجوز أن يكون من باب التعريض ومعناه اشهدوا واعترفوا بأنكم كافرين حيث توليتم عن الحق بعد ظهوره {يا أهل الكتاب لما تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده} زعم كل فريق من اليهود والنصارى أن إبراهيم كان منهم وجادلوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمؤمنين فيه فقيل لهم إن اليهودية إنما حدثت بعد نزول التوراة والنصرانية بعد نزول الإنجيل وبين إبراهيم وموسى ألف سنة، وبينه وبين عيسى ألفان فكيف يكون إبراهيم على دين لم يحدث إلا بعد عهده بأزمنة متطاولة {أفلا تعقلون} فسادهن الدعوى.
Bogga 297