Jawhar Shaffaf
الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف
Noocyada
روي أن حنة حين ولدت مريم لفتها في خرقة وحملتها إلى المسجد ووضعتها عند الأحبار أبناء هارون وهم في بيت المقدس كالحجبة في الكعبة فقالت لهم دونكم هذه النذيرة، فتنافسوا فيها لأنها كانت بنت إمامهم وصاحب قرابتهم، وكانت بنوا ماثان رؤوس بني إسرائيل وملوكهم فقال لهم زكريا: أنا أحق بما عندي أختها قالوا لا حتى نقترع عليها فانطلقوا وكانوا سبعة وعشرين إلى نهر فألقوا فيه أقلامهم فارتفع قلم زكريا فوق الماء ورسبت أقلامهم {وكفلها} {وأنبتها نباتا حسنا} مجاز عن التربية الحسنة العائدة عليها لما تصلحها في جميع أحوالها، قيل: كانت تنبت في كل يوم كما ينبت المولود في السنة، {وكفلها زكريا} معناه وجعل الله زكريا كافلا لها وضامنا لمصالحها قيل: بنى لها زكريا عليه السلام محرابا في المسجد أي: غرفة تصعد إليها بسلم وقيل المحراب أفضل المجالس وأشرفها كأنها وضعت في أشرف موضع من بيت المقدس.
روي أنه كان لا يدخل عليها إلا هو وحده وكانت إذا خرج غلق عليها سبعة أبواب، {كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا} كان رزقها ينزل عليها من الجنة ولم ترضع ثديا قط فكان يجد عندها فاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء، {قال يا مريم أنى لك هذا} أي: من أين لك هذا الرزق الذي لا يشبه رزق الدنيا، وهو آت في غير حينه والأبواب مغلقة عليك {قالت هو من عند الله} أمر به من الجنة وهو القادر على ذلك فلا تستبعد قيل تكلمت وهي صغيرة كما تلكم عيسى في المهد.
Bogga 281