192

Jawhar Shaffaf

الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف

أن كرسيه لم يضق غير {السموات والأرض} ، لبسطته وسعته وما هو إلا تصوير لعظمته، وتخييل فقط ولا كرسي ثم ولا قعود ولا قاعد والثاني وسع كرسيه أي علمه، وسمي العلم كرسيا، تسمية بمكانه الذي هو كرسي العالم.والثالث وسع ملكه تسمية بمكانه الذي هو كرسي الملك، والرابع: ما روي أنه خلق كرسيا هو بين يدي العرش دون السموات والأرض، وهو إلى العرش كأصغر شيء.

وعن الحسن: الكرسي هو العرش {ولا يؤده} أي: لا يثقله ولا يشق عليه {حفظهما} حفظ السموات والأرض، {وهو العلي} الشأن والأمر {العظيم} الملك والقدرة ورتبت الجمل في آية الكرسي من غير حرف عطف، لأنها ما فيها جملة إلا وهي واردة على سبيل البيان لما رتبت عليه، والبيان متخذ بالمبين، فلو توسط بينهما عطف لكان كالأجنبي يدخل بين صديقين، فالأولى بيان لقيامه بتدبير الخلق، وكونه مهيمنا عليه غير ساه عنه، والثانية لكونه ملكا لما يريده، والثالثة لكبرياء شأنه، والرابعة إحاطته بأحوال الخلق وعلمه بالمرتضي منهم والمستوجب للشفاعة، وغير المرتضى، والخامسة لسعة علمه وعقله بالمعلومات كلها، أو للجلالة وعظم قدره.

قال رضي الله عنه: وفضلت هذه الآية كما فضلت سورة الإخلاص لاشتمالها على توحيد الله وتعظيمه وتمجيده وصفاته العظما، ولا مذكور أعظم من رب العزة، وما كان ذكر له كان أفضل من سائر الأذكار بهذا يعلم أن أشرف العلوم أهل العدل والتوحيد.

وقد ورد في فضلها ما ورد منه قوله عليه السلام: ((ما قريت هذه الآية في بيت دار إلا اهتجرتها الشياطين ثلاثين يوما ولا يدخلها ساحر ولا ساحرة أربعين ليلة، يا علي علمها ولدك وأهلك)) وخير السر فيما نزلت هذه الآية أعظم منها.

Bogga 224