190

Jawhar Shaffaf

الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف

وعن ابن عباس: كنا في المسجد نتذاكر فضل الأنبياء فذكرنا نوحا فطول عبادته، وإبراهيم بخلته، وموسى بكلامه، وعيسى برفعه إلى السماء، وقلنا رسول الله أفضل منهم بعث إلى الناس كافة، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وهو خاتم الأنبياء، فدخل عليه السلام فقال: ((فيما أنتم فذكرنا له فقال: لا ينبغي لأحد أن يكون خيرا من يحيى بن زكريا، وذكر أنه لم يعمل سيئة قط ولا هم بها {وآتينا عيسى بن مريم البينات} يعنى: الحجج والمعجزات {وأيدناه} قويناه {بروح القدس} يعني: جبريل وخص به دون غيره لأنه كان مختصا به من ولادته إلى رفعه، وخص موسى وعيسى من سائر الأنبياء بالذكر، لما أوتيا من الآيات العظيمة والمعجزات الباهرة، ولقد بين الله وجه التفضيل حيث جعل التكلم من الفضل وهو آية من الآيات، فلما كان هذان النبيان قد أوتي ما أوتي من عظام الآيات خصا بالذكر في باب التفضيل وهذا دليل بين أن من زيد تفضيلا بالآيات منهم فقد فضل على غيره، ولما كان نبينا صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي أوتي منها ما يؤتى أحد في كثرتها وعظمها كان هو المشهود له بإحراز قصات الفضل غير مدافع اللهم ارزقنا شفاعته {ولو شاء الله} مشيئة الحا وقسر {ما اقتتل الذين من بعدهم} أي: من بعد الرسل لاختلافهم في الدين وتشعب مذاهبهم، وتكفير بعضهم بعضا {من بعد ما جاءتهم البينات} الحجج والآيات {ولكن اختلفوا فمنهم من آمن} لالتزامه دين الأنبياء {ومنهم من كفر} لإعراضه عنه {ولو شاء الله ما اقتتلوا} كرره للتأكيد {ولكن الله يفعل ما يريد} من الخذلان والعصمة مما توجبه الحكمة.

Bogga 221