152

Jawhar Shaffaf

الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف

ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رءوف بالعباد(207)ياأيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين(208)فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم(209) {ومن الناس من يشري نفسه} يبيعها أي: يبذلها في الجهاد وقيل: يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، حتى يقتل، وقيل: نزلت في صهيب بن سنان أراد المشركون على ترك الإسلام وقتلوا نفرا كانوا معه فقال لهم أنا شيخ كبير إن كنت معكم لم أنفعكم، وإن كنت عليكم لم أضركم فخلوني وما أنا عليه، وخذوا مالي فقبلوا منه ماله، وأتى المدينة {ابتغاء مرضات الله} أي: طلبا لرضوان الله عليه، {والله رؤوف بالعباد} حيث كلفهم الجهاد، فعرضهم بثواب الشهداء {يا أيها الذين} الخطاب لأهل الكتاب لأنهم أمنوا بنبيهم وكتابهم، وللمنافقين لأنهم أمنوا بسننهم {ادخلوا في السلم كافة} هو الإستسلام والطاعة، أي: استسلموا لله وأطيعوا كافة لا يخرج واحد منكم يده من طاعته وقيل: هو الإسلام، أمروا بأن يدخلوا في الطاعات كلها، وفي شعب الإسلام وشرائعه، وأن لا يخلوا بشئ منها.

وعن عبد الله بن سلام رضي الله عنه: أنه استأذن رسول الله

صلى الله عليه وآله وسلم أن يقيم على الست وأن يقرأ من التوراة في صلواته، من الليل وكافه من الكف، كأنهم كفوا أن يخرج منهم أحدا باجتماعهم، {ولا تتبعوا خطوات الشيطان} جمع خطوة والمعنى لا تقتدوا به فتدخلوا في شئ مما حرم عليكم، وعلل النهي بقوله{إنه لكم عدو مبين} لا يأمر إلا بالشر فاحذروه {فإن زللتم} عن الدخول في السلم {من بعد ما جاءتكم البينات} أي: الحجج والشواهد على أن ما دعيتم إليه هو الحق، {فاعلموا أن الله عزيز} غالب لا يعجزه الانتقام منكم {حكيم} لا ينتقم إلا بالحق وروي أن قارئ قرأ غفور رحيم فسمعه أعرابيا فأنكره ولم يقرأ القرآن وقال إن كان هذا كلام الله فلا يقول كذا الحكيم لا يذكر الغفران عند الزلل لأنه إغراء عليه.

Bogga 170