Jawhar Shaffaf
الجوهر الشفاف الملتقط من مغاصات الكشاف
Noocyada
ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين(145)الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون(146)الحق من ربك فلا تكونن من الممترين(147) {ولئن أتيت} يا محمد {الذين أتوا الكتاب} وهم اليهود والنصارى {بكل آية} أي: بكل برهان قاطع أن التوجيه إلى الكعبة هو الحق {ما تبعوا قبلتك} لأنهم معاندون جاحدون لأن تركهم اتباعك ليس عن مشهد بتنزيلها بما يراد الحجة، وإنما هو عن مكابرة وعناد مع علمهم بما في كتبهم أنك على الحق {وما أنت بتابع قبلتهم} حسم بهذا إطماع اليهود في رجوع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى قبلتهم لأنهم كانوا يطمعون في ذلك ورد عليهم حين قالوا له لو ثبت على قبلتنا لكنا نرجوا أن يكون صاحبنا الذي ننتظره {وما بعضهم بتابع قبلة بعض} أخبر أنهم وإن اتفقوا في الظاهر على النبي صلى الله عليه وآله وسلم مختلفون فيما بينهم فلا اليهود تتبع قبلة النصارى ولا النصارى تتبع قبلة اليهود لأن اليهود تستقبل بيت المقدس والنصارى مطلع الشمس فأخبر سبحانه عن تصلب كل حزب فيما هو فيه وثباته عليه فالمحق منهم لا يزال عن مذهبه لتمسكه بالبرهان والمبطل لا يقلع عن باطله لشدة تمسكه في عناده {ولئن اتبعت أهوائهم} أي: ضليت إلى قبلتهم {من بعد ما جاءك من العلم} أن قبلة الله هي الكعبة بأن الذي أنت عليه هو الحق والذي هم عليه هو الباطل {إنك إذا لمن الظالمين} أي: إنك إذا مثلهم والخطاب للنبي
صلى الله عليه وآله وسلم في الظاهر وهو في المعنى لأمته وفيه لطف للسامعين وزيادة تحذير {الذين أتيناهم الكتاب يعرفونه} أي: يعرفون محمد صلى الله عليه وآله وسلم بنعته ووصفه {كما يعرفون أبنائهم} لا تشبيه عليهم أبناؤهم وأبناء غيرهم.
Bogga 123